وهذا يستحيل أن يكون محمولا على الصدف أو التدبير الآدمي. ولا بدّ أن يكون من معاجز القرآن الكريم ، والأسرار التي أخفاها جل وعلا في الحروف النورانية التي هي في أوائل سبع وعشرين سورة من سور القرآن الكريم فليفهم المغرضون إلى أي درك ينقلبون والحمد لله رب العالمين.
هذا ولو تركنا جملة «نص حكيم له سر قاطع» لوحدها لوجدنا فيها من التكلف ما لا يخفى على لبيب ، بخلاف جملة «صراط علي حق نمسكه» فإنها خالية من التكلف ، سهلة اللفظ جارية مع اللسان العربي الفصيح منسجمة مع بلاغة العرب وواضحة الإعراب وفيها من الدلالة ما تفتقر إليه (جملة النص) المتكلفة معنا ولفظا ومنطقا ، وعليها إشكال مفاده أن الحروف التي شكلت الجملة كانت سرا وبعد أن صيغت بجملة «نص حكيم» لم تحل المشكلة لأنها أبقت السر ، بينما «صراط علي» حلّت اللغز وأبانت السر وسمّت الصراط الذي يريده الله تعالى ، بعد أن تعددت الطرق والفرق بعد وفاة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ثم أن جملة «صراط علي» لها مدلول ديني وتأريخي ويسندها القرآن الكريم والسنة النبوية كما تقدم والجملة الأخرى عارية من المدلول التأريخي والمدلول الديني والسند القرآني والسند السنّي بالإضافة إلى الغموض وعدم مطابقة الفصاحة والبلاغة العربية.