إن الحروف المذكورة يسميها عالم الحروف الرباني آنف الذكر بالحروف النورانية ، وقد رتبها في المثال المذكور لتبرز وجها من وجوه أسرارها ، ثم رتبها بأنماط أخر لتظهر أوجها أخر من وجوه الإسم الأعظم.
وبعد ذكر تلكم المقدمة التي اقتبسها صاحب هذا المبسوط من أسرار عالم الأسرار والحروف الحافظ «الشيخ رجب البرسي رحمهالله تعالى» ، نقول :
إن عدد الحروف المقطعة في أوائل سور القرآن الكريم بلغ (٧٠) حرفا ـ لاحظ الجدول رقم (١) ـ فإذا استخرجنا الحروف النورانية وعددها (١٤) حرفا وتركنا المكرر من تلكم الحروف وعددها (٥٦) حرفا ، ثم عدنا إلى الحروف النورانية ال (١٤) ورتبناها حسب المثال أعلاه الذي ذكره الحافظ رجب البرسي لإظهار وجه من وجوه الاسم الأعظم فسوف تظهر لنا إشارة قرآنية كريمة نصها «صراط علي حق نمسكه» ـ لاحظ الإعراب والقراءات في الجدول رقم (٢) ـ وهذه الآية تحسم جميع الخلافات التي وقعت بعد وفاة الرسول محمد (صلىاللهعليهوآله) ، بين المسلمين ، وتبطل جميع الطرق التي اتبعت وتعددت حتى بلغت (٧٢) فرقة ، ما عدا فرقة واحدة وهي الفرقة «الناجية» التي أخبرنا عنها الرسول محمد (صلىاللهعليهوآلهوسلم) ، وهي فرقة أتباع أهل البيت النبوي الطاهر سلام الله عليهم أجمعين ، الذين وصفهم الرسول محمد (صلىاللهعليهوآله) بأنهم «باب حطة» من دخلها نجا ومن تخلف عنها هلك ، ووصفهم بأنهم «سفن النجاة» من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق ، إلى غير ذلك من الأحاديث النبوية الشريفة التي تشير بكل وضوح إلى أن فرقة آل البيت سلام الله عليهم هي الفرقة الناجية حقا.