تمهيد
إن رسالة الإسلام
هى الحق المطلق وهى النور للبشرية كلها ... ، وهى التى مع الإيمان تضيء القلب
والفكر بأنوار التأمل فى كل شىء ... ، فى النفس ... ، وفى هذا الكون الممتد البديع
... ، فما أجمل لحظات الشروق ... ، وما أروع الكون حين تسرى إليه أضواء النهار ..
، وما أروع البحار حين تمتد بمنظرها البديع وأمواجها التى تتحرك فى انسياب رائع.
وجمال لا مثيل له ، يشهد بقدرة الله وإبداعه فى جوانب الكون .. ، إنه إتقان الخالق
الذى يخلق ما يسعد النفس ويمتع الروح ، ولا يشعر بذلك إلا الناظرين المتأملين ...
، ما أروع السير والتأمل عبر المدن ... ، وعبر القرى البسيطة المتواضعة ، حيث
الحقول الخضراء ... ، وحيث أشجار النخيل ... ، وحيث بساطة الفلاح ، وجمال الأنعام
.. ، وحيث مياه الترع .. ، وأصوات السواقى الدائرة فى كل مكان .. ، إنها قدرة الله
التى تتجلى فى كل شىء .. ، تتجلى فى نظرة تأمل عند شروق الصبح .. ، تتجلى فى مشهد
هدوء البحر وروعة الأشياء عند الغروب .. ، تتجلى فى شكل الصحارى ، ورسوخ الجبال ..
، وصمت المكان .. ، تتجلى فى شكل المزارع واختلاف النخيل والشجر ... ، تتجلى فى
سعى البشر .. ، وفى سكون الليل .. ، وتسبيح الطيور ... ، تتجلى فى شكل الورود .. ،
وتسبيح الجماد .. ، وتسخير الدواب .. ، فسبحان الخالق الذى تجلت قدرته وعظمت
أسراره فى كل زمان ومكان .. ، فهو الذى بقدرته أخرج الناقة دما ولحما من الصخرة
الصماء لصالح عليهالسلام .. ، وهو الذى رزق مريم ابنة عمران فى محرابها بغير حساب
.. ، وجعل النار بردا وسلاما وأحيا الطير لإبراهيم عليهالسلام .. ، سبحانه وتعالى أبدع فى صنع كل شىء فالإصبع الخامس على
مسافة من الأربعة ليتمكن الفلاح من أن يقبض على فأسه ، والعالم من أن يمسك بالقلم
.. ، وقطعة اللحم عند بداية القصبة الهوائية لتسدها عند البلع .. ، والغدة
اللعابية تفرز الماء باستمرار لتسهيل الهضم والكلام ... ، وفقرات الظهر مصممة
بطريقة