ولقد روى هذا الحديث أيضا الإمام مالك بن عباس وفيه قول الرسول صلىاللهعليهوسلم" ورأيت النار فلم أرى كاليوم منظر قط ، ورأيت أكثر أهلها النساء ، قالوا لم يا رسول الله قال لكفرهن ، قيل أ يكفرن بالله قال ويكفرن العشير ويكفرن الإحسان لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله ثم رأت منك شيئا قالت ما رأيت منك خيرا قط" (١).
وفى حديث آخر رواه أحمد عن أسماء بنت أبى بكر وزاد فيه" وقد أريتكم تفتنون فى قبوركم يسأل أحدكم ما كنت تقول ، وما كنت تعبد فإن قال لا أدرى رأيت الناس يقولون شيئا فقلته ، ويصنعون شيئا فصنعته ، قيل له أجل على الشك عشت وعليه مت هذا مقعدك من النار .. ، وإن قال أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله قيل على اليقين عشت وعليه مت هذا مقعدك من الجنة" (٢).
وكما أشرنا سابقا أن النبى صلىاللهعليهوسلم رأى فى رحلة الإسراء والمعراج أيضا جزاء المتكاسل عن الصلاة حيث ترضخ رأسه بالحجارة .. ، وجزاء الزناة وحيث يرفعهم لفح النار ويخفضهم .. ، وغير ذلك من المشاهد التى تثبت لنا أن وعد الله حق فالتأمل والفطرة إثبات للكثير من الإعجازات وكذلك الاكتشافات العلمية ، ونبوءات الرسول صلىاللهعليهوسلم ، وما يشهده البشر من مشاهد للعبرة والتذكرة كأقراص العسل وسعف النخل حيث يقرأ المتأمل بوضوح كلمة التوحيد ، وثبوت عالم الملائكة ، وعالم الجن ، وتحقق رؤيا المؤمن وتحذير الله تعالى للعصاة بالمواقف والتبليغ والرؤى ، لقد أقسمت لى إحدى النساء أن معاملتها لزوجها المصلى كانت لا ترضى الله وكانت تمنع الماعون عن الناس ، فرأت من يأمرها بالإحسان إلى الزوج والانتهاء عن تلك الخصلة .. ، ولقد سمع سارية قول عمر بن الخطاب رضى الله عنه وهو على المنبر" يا سارية الجبل" أى أجعل الجبل من خلفك وأنت تقاتل العدو" .. ، وهناك كرامات الصالحين وغير ذلك من آيات الله التى يريها لعباده فى كل حين ، فالحمد لله أنه يرينا آياته فنعرفها .. ، والحمد لله أن لنا ربا هدانا للإيمان وإلى طريق الهدى .. ، وإلى طريق القرآن المليء بالإعجازات .. ،
__________________
(١) جزء من الحديث عن الإمام مالك رقم ٣٩٩ فى كتاب النداء على الصلاة.
(٢) جزء من الحديث الذى رواه أحمد عن أسماء بنت أبى بكر تحت رقم ٢٥٧٥٢.