يَوْمِ يُبْعَثُونَ) (١) وقال (خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ) (٢) ... ، هو يعترف أن له رب وأنه خلقه ... ، ولكن هلاكه كان فى عصيانه لربه ... ، فنحن قد أدركنا من خلال الإعجاز العلمى وتلك الأدلة السابقة التى ستصبح حجة علينا يوم القيامة أن الله هو ربنا وهو خالقنا ، وهو الرازق المجيب العليم والمحيط بكل شىء ... ، والواجب علينا الآن أن نقيم شرع الله ومنهجه بالخشوع فى الصلاة ، والتواضع لله ، والرفق بالمساكين ، والتراحم فيما بيننا ، ورعاية الجار ، والوفاء بالوعد ، وصلة الرحم ، وغض البصر وقيام الليل ، وتلاوة القرآن وتدبر معانيه وتطبيق أوامر الله وإتباع سنة النبى صلىاللهعليهوسلم ، وطلب العلم ، وعدم البخل على أهلك أو إخوانك بثمن الكتاب أو الشريط ، فلقد كان لها دورا كبيرا فى تنبيه الغافلين وعودتهم إلى الطريق ، فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ... ، وإن هدى الله على يديك فردا واحدا كان خيرا لك من الدنيا وما فيها ... ، ونلخص فى النهاية ثلاثة فروع تأخذ بنا إلى طريق النجاة ... ، الأول : مراقبة ويقين ثابت من خلال معرفة الأدلة والإعجاز ... ، والثانى : عبادة فيها الخشوع ، وتحرى الحلال ، والرضا بالقليل ... ، والثالث : معاملة الخلق كما أمر الله ، باللين والعفو والرحمة وحسن الخلق ، وهو ما تحبه لنفسك ليكمل إيمانك مع التوحيد الخالص ... ، فلو اجتمعت تلك الصفات دون التوحيد والإخلاص فى العبودية ما نفعت صاحبها يقول سبحانه (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ).
فيجب أن يكون الله ورسوله أحب إلينا مما سواهما ... ، وإلا فلنتربص حتى يأتى الله بأمره ... ، فاللهم الطف بنا فيما جرت به المقادير وأجعل حبك فى قلوبنا وحب رسولك فوق كل شىء ....
__________________
(١) سورة ص الآية ٧٩.
(٢) سورة ص الآية ٧٦.