إلا الله ، ونطق
الشهادتين بحضرة رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
وهناك الكثير من
النبوءات التى تحققت لا يتسع المجال لها ، ولكن تكفينا العبرة مما تقدم ليستقر
الإيمان فى قلوبنا وندرك باليقين الثابت أن النبى صلىاللهعليهوسلم كان لا ينطق عن الهوى ، فنقتدى به لنجنى ثمار الإيمان ...
، جنة خالدين فيها ... ،
٢١ ـ الإعجاز فى
صنع الإيمان بأصحابه
إن الإيمان يصنع
دائما أقوى الرجال ، حيث الأمل فى نعيم الله تعالى ، وما أعده لعباده الصادقين ،
فلقد كان القعقاع بن عمرو صوته بألف رجل فى المعارك ... ، وكان الزبير بن العوام
بألف رجل فى المعركة ... ، وكان أبو دجانة يعصب رأسه بشارة حمراء ويرفع سيفه
ويتمايل مزهوا أمام الأعداء ، وحين سئل النبى صلىاللهعليهوسلم عن ذلك ، فقال تلك مشية يبغضها الله ورسوله إلا فى هذا
الموضع ... ، ولقد كان البراء بن مالك يبحث دائما عن الموت ففي
إحدى معارك المسلمين ، قذف بنفسه بداخل حديقة احتمى بها بعض المشركين من أتباع
مسليمة وفتح الباب للمسلمين ، وكان ذلك بداية النصر وقهر المرتدين ... ، وهذا هو طلحة بن عبيد الله الذى جن جنونه حين رأى
الدم الذى يسيل من وجه رسول الله يوم أحد فانطلق نحو النبى صلىاللهعليهوسلم كالصقر ، وأخذ يحصد الرءوس من حوله ويدفع بصدره السهام ،
حتى أنه فى نهاية المعركة كان قد أصابه بضع وسبعون طعنة ورمية وضربة ... ، ومثله
كان الزبير بن العوام الذى كان واثقا ثابتا لا يتراجع ، وهو الذى اقتحم صفوف هوازن
يوم حنين وشتت شملهم وهم يدبرون المؤمرات قبل بدء المعركة ولقد أنفق أمواله حتى
مات مدينا ، فأوصى ولده بقضاء دينه ، وقال له إذا أعجزك دين فاستعن بمولاى ، يقصد
الله تعالى فيقول عبد الله بن الزبير : فو الله ما وقعت فى كربة من دين إلا قلت :
يا مولى الزبير اقض دينه فيقضيه" .
__________________