٤ ـ تركيز «جولد تسيهر» على جانب معين وزاوية ضيقة في مدرسة المنار وهو جانب العصرية وإبرازه جليا وتغاضيه عن بقية الزوايا التي ركزت عليها هذه المدرسة.
٥ ـ سيره في البحث بطريقة لا منهجية.
المبحث الثالث :
«ج. جومييه» ودراسته لكتاب الجواهر :
أحب أن أنوه على موقف مستشرق آخر من مدرسة المنار كان أكثر اعتدالا في بحثه وهو المستشرق الفرنسي «ج. جومييه».
كان «جومييه» من المهتمين بالدراسات الإسلامية وقد تركزت دراسته على تفسيري المنار والجواهر.
فبعد موت صاحب المنار بثلاث سنوات في سنة ١٩٤٣ م واكتمال تفسيره الموسوعي اثنا عشر جزءا كبيرا ، برزت العناية بدراسة حركة التفسير في العصر الحديث مرة أخرى لدى المستشرقين وكان من أبرز المهتمين بذلك المستشرق ، «ج. جومييه» الذي نشر دراسته عن تفسير المنار في باريس ١٩٥٤ م بعد أن انقطع على دراسته (١١) عاما.
كما نشر بالمديو بحثا عن «طنطاوي جوهري» وتفسيره «الجواهر» كان يرى «جومييه» أن مصر بقيت مشدودة للماضي حتى في الجانب العقدي مقيسا المجتمع الإسلامي على المجتمع الغربي وظانا أنه صورة مكررة له (١).
كان «جومييه» يرى أن تفسير مدرسة المنار والتفاسير التي عاصرته لم يتجه أي منها إلى استخدام وسائل النقد الحديثة في التفسير بل اتجه أصحابها بمنهجهم السلفي في النقد الخارجي ثم دعموه بإشارات مقتضبة من التحليل الداخلي
__________________
(١) اتجاهات التجديد في تفسير القرآن الكريم في مصر ص ٨٤ ـ ٨٥.