صاحب هذا التفسير من متطرفي الإمامية الاثني عشرية ، وهذا التفسير غلب عليه طريقة المتصوفة في صرف المعنى الظاهر للرمز والإشارة والشطحات المعهودة عندهم ، كما أنه خلطه بكثير من الأبحاث الفلسفية الدقيقة لكنه لم ينس أن يدافع عن مذهبه وإثبات عقيدته فيه لدرجة التعصب والغلو والعناد.
أما الفروع فلا يقف عندها كثيرا ، وينقل لها من تفاسير الشيعة وأهل السنة على السواء كالإمام البيضاوي ـ رحمهالله ـ ومستخدما بعض العبارات الفارسية كشواهد عما يقول به. ومن الأمور التي يتعرض لها المؤلف أن علم القرآن الكريم كله عند النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ والأوصياء من الأئمة ، كما ذكر تحريف القرآن الذي يعتقده الشيعة ، وأنه ما نزل إلا في الأئمة ومناصريهم ، وذكر أعدائهم ومخالفيهم.
وظهر تأثر المؤلف بأسلوب المعتزلة في المسائل الكلامية وموافقته لهم أحيانا كما أنه يلحظ اهتمامه ببعض المسائل النحوية وببعض القراءات القرآنية (١).
٣ ـ التفسير الثالث الذي ذكره «جولد تسيهر» من تفاسير الشيعة تفسير : (مجمع البيان لعلوم القرآن) «لأبي جعفر ، وقيل : لأبي علي الفضل ابن الحسين الطبرسي المشهدي المفسر الفقيه المحدث الثقة شيعي معتدل له عدة تفاسير هذا أحدها ، وله تصانيف عدة.
هذا التفسير شاهد على تبحر صاحبه بفنون عدة من العلم والمعرفة. وقد ذكر المؤلف في هذا التفسير مقدمات تتعلق بعلوم القرآن ، كما أنه يذكر القراءات وأصحابها ، ويذكر بعض المسائل اللغوية والنحوية والفقهية حسب المذهب الشيعي مثل إجازته لنكاح المتعة ونصه على عدم جواز الزواج من الكتابيات ، كما أنه جمع بين تفسير الآية وتأويلها ، وأحيانا تفسيرها تفسيرا رمزيا حسب طريقة الشيعة.
__________________
(١) التفسير والمفسرون ٢ / ١٩٩ ـ ٢٣٤ (بتصرف).