وحركات الكواكب.
الرابع : الكتب الإلهية التي لا يمسها إلا المطهرون الملائكة التي هي بأيدي سفرة كرام بررة ، وهي جواهر النفوس وأجناسها وأنواعها وجزئياتها].
لذا نجدهم يوصون في رسائلهم بعدم معاداة أي مذهب أو اتجاه مبطل ولا أي كتاب فاسد ؛ لأنها جميعا مصدر لعلومهم ومعارفهم.
لذا نجد أنهم أتوا في رسائلهم بتفسيرات رمزية باطنية تصرف الآيات القرآنية عن معانيها ومقاصدها الشرعية إلى ما لا يجوز ، ولا يصح من المعاني المتكلفة الباطلة (١).
وقد تأثر بهذه الفرقة بعض الفرق الباطنية الذين سلكوا مسلكهم كالباطنية الإسماعيلية حيث كان «إخوان الصفا» النظار المتفلسفين لحركة الإسماعيلية الباطنية الدينية السياسية الذين كانوا عنصر إزعاج للخلافة الفاطمية في مصر ، حيث أوصلهم كفرهم للزعم أن الخليفة الحاكم الأخرق كان تجسيما ماديا لله عزوجل وما زالت فرقة الدروز تراه كذلك لليوم (٢).
من تفسيرات «إخوان الصفا» واعتقاداتهم أن فسروا «الجنة» بعالم الأفلاك ، وأن «النار» عالم ما تحت فلك القمر ، وهو عالم الدنيا وأن الملائكة كواكب الأفلاك.
وهم يعتقدون أن نفس المؤمن بعد أن تفارق جسده تصعد إلى ملكوت السماء وتدخل في زمرة الملائكة مستشفين هذا الفهم من قوله تعالى : (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ)(٣).
أما النفوس الشريرة فهي التي تفارق الجسد ، فإن كانت من الجن فهي
__________________
(١) أصول التفسير وقواعده ص ٢٣٩.
(٢) مذاهب التفسير الإسلامي ص ٢٣٢.
(٣) سورة فاطر : ١٠.