من بيت النبوة لذا بدافع حرصهم على هذا الدين كانوا يميزون بين الرجال العادلين ومجروحيهم ، وبين الصواب والخطأ ، والصدق والكذب لذا أبانوا كل ما نسب لهذا الإمام الجليل إن كان صوابا أو خطأ معدلا أو مجرحا. مما يرد على افتراءات هؤلاء المشككين المفترين من المستشرقين وأعوانهم.
المسألة الثانية :
رواية ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ عن أهل الكتاب واستغلال المستشرقين لها لرد التفسير بالمأثور والتشكيك فيه :
كان من أبرز النقاط التي أبرزها كل من «جولد تسيهر» و «كتياني» و «لوث» من المستشرقين خلال طعنهم في ابن عباس أخذه عن أهل الكتاب.
فابن عباس ـ رضي الله عنه ـ كغيره من الصحابة الذين اشتهروا بالتفسير يرجعون في فهم معاني القرآن إلى ما سمعوه من رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وإلى ما يفتح الله به عليهم من طريق النظر والاجتهاد ، مع الاستعانة بما عايشوه من أسباب النزول ، وملابسات الأحداث التي نزلت فيها الآيات القرآنية. وكان أخذهم عن أهل الكتاب في نطاق ضيق في مجال القصص القرآني ، لما توسعت به كتبهم دون القرآن الكريم. وذلك لأخذ العبرة والاعتبار. آخذين بقوله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج» (١). ولم يكونوا يسألونهم في أمور العقيدة أو فروع الشريعة لكمال شرعنا وتمامه في تنزيه الله سبحانه وعصمة أنبيائه ؛ لذا جاء النهي من رسولنا ـ صلىاللهعليهوسلم ـ عن هذا المجال حيث قال ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء» (٢).
أما الأمر الذي كان يحتمل الصدق والكذب ولم يقم دليل على صدقه ولا على كذبه ، لأنه ربما كان صدقا في نفس الأمر فيكون في تكذيبه حرج ، وربما
__________________
(١) صحيح البخاري ٤ / ١٤٥ كتاب الأنبياء باب ٥٠ ما ذكر عن بني إسرائيل.
(٢) نفس المرجع ٨ / ١٦٠ كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة باب ٢٥ قول النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء.