لآخرين وهم الحاضرون.
٣ ـ تسليته لقلب النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ مما اتفق عليه للأنبياء مثله مع أممهم قال تعالى : (وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ الرُّسُلِ ما نُثَبِّتُ بِهِ فُؤادَكَ)(١).
٤ ـ أن إبراز الكلام الواحد في فنون كثيرة ، وأساليب مختلفة لا يخفي ما فيه من الفصاحة.
٥ ـ أن الدواعي لا تتوفر على نقلها كتوفرها على نقل الأحكام ، فلذا كررت القصة دون الأحكام.
٦ ـ أن الله تبارك وتعالى أنزل هذا القرآن وعجز القوم عن الإتيان بمثل آية لصحة نبوة محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ثم بين وأوضح الأمر في عجزهم ، بأن كرر ذكر القصة في مواضع ، إعلاما بأنهم عاجزون عن الإتيان بمثله بأي نظم جاء وبأي عبارة عبروا.
٧ ـ أنه لما سخر العرب بالقرآن ، قال : (فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ)(٢) وقال في موضع آخر : (فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ)(٣) فلو ذكر قصة آدم مثلا في موضع واحد واكتفى بها لقال العربي بما قال الله تعالى : (فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ) «ايتونا أنتم بسورة من مثله» فأنزلها الله سبحانه في تعداد السور دفعا لحججهم من كل وجه.
٨ ـ أن القصة الواحدة من هذه القصص ، كقصة موسى ـ عليهالسلام ـ مع فرعون وإن ظن أنها لا تغاير الأخرى فقد يوجد في ألفاظها زيادة ونقصان وتقديم وتأخير ، وتلك حال المعاني الواقعة بحسب تلك الألفاظ ، فإن كل واحدة لا بد وأن تخالف نظيرتها من نوع معنى زائد منه لا يوقف عليه إلا
__________________
(١) سورة هود : ١٢٠.
(٢) سورة البقرة : ٢٣.
(٣) سورة هود : ١٣.