الجواب :
بالنسبة للشبهة الأولى عطف المضارع على الماضي فقد أجاب عنها العلماء بأقوال منها :
أولها :
أن يقال فلان يحسن إلى الفقراء ويعين الضعفاء لا يراد به حال ولا استقبال ، وإنما يراد استمرار وجود الإحسان منه في جميع أزمنته وأوقاته فكأنه قيل : إن الذين كفروا من شأنهم الصد عن سبيل الله.
ونظيره قوله تعالى : (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ)(١).
ثانيها :
قال أبو علي الفارسي : التقدير : إن الذين كفروا فيما مضى ، (٢) وهم الآن يصدون ، ويدخل فيه أنهم يفعلون ذلك في المآل والمستقبل والإتيان بالفعل المضارع فيه زيادة فائدة وهي إفادته التجدد والحدوث المستمر إذ لم يلحظ منه زمان معين من حال أو استقبال وهذا ما يلحظ في فعل «ويصدون».
ثالثها :
أن يقال هو مضارع أريد به الماضي عطفا على كفروا.
رابعها :
أن يقال هو على إضمار مبتدأ أي وهم يصدون (٣).
__________________
(١) سورة الرعد : ٢٨.
(٢) التفسير الكبير ٢٣ / ٢٤.
(٣) البحر المحيط ٦ / ٣٦٢.