الغالب. والمجتمع مجتمع إسلامي عميق الشعور والتفكير في خالق الكون وشرائعه مذهب المتقصي لمثل الأسلوب السابق.
أما القضية الثانية :
قضية عد الآي وعلاقتها بطول الآيات وقصرها فهو تصور خاطئ منهم ، ولا يدل على نضوج علمي بقدر ما يتبع الهوى والتشهي وقصد الإساءة للقرآن الكريم. أما عد الآيات فهو أمر توقيفي لا اجتهاد فيه ، مرجعه رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ الذي بينه لصحابته خلال تلاوته للآيات القرآنية أمامهم.
وقد كان رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يبين عدد آيات بعض السور أو تعيين عدد آيات مقطع من سورة معينة مثال ذلك : سورة الملك وتعيين عدد آياتها بالثلاثين ، روى أبو داود في سننه بسنده لأبي هريرة عن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ قال : «سورة من القرآن ثلاثون آية (١) تشفع لصاحبها حتى يغفر له (تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ)(٢).
وعن عبد الرحمن بن يزيد قال : سألت أبا مسعود وهو يطوف بالبيت فقال : قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ «من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه» (٣).
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين ، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين ، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين (٤)» (٥) هذا يؤكد أن آيات القرآن الكريم
__________________
(١) سنن أبي داود ٢ / ١١٩ كتاب الصلاة باب في عد الآي.
(٢) سورة الملك : ١.
(٣) سنن أبي داود ٢ / ١١٨ كتاب الصلاة باب تحزيب القرآن.
(٤) المقنطرين : أي أعطي قنطارا من الأجور ، وجاء في الحديث : أن القنطار ألف ومائتا أوقية ، والأوقية خير مما بين السماء والأرض انظر النهاية في غريب الحديث والأثر ٤ / ١١٣.
(٥) انظر سنن أبي داود ٢ / ٥٥.