والقرآن الكريم قد أقسم بالمحسوسات والمعقولات والأحياء فأقسم سبحانه بالشمس والملائكة والنفس ، وبحياة الرسول ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وبذاته سبحانه .. إلخ وقسمه كان كلون من ألوان الخطاب كان دارجا بين المخاطبين والقرآن الكريم نزل بأسلوبهم وعلى طريقة الخطاب عندهم.
فالحال والمقام اقتضى القسم بهما. ثم إن القسم بهذه الأشياء ليس لتعظيمها ـ كما يظن المستشرقون ـ إنما لتنبيههم إلى ما تشتمل عليه من إحكام في الخلق والصنعة ، وما تنطوي عليه من أسرار وعجائب وما تذكر به من نعم وآلاء على المخلوقين. فيؤدي النظر فيها والتمعن للإيمان بخالقها ومنشئها سبحانه ، والإذعان والانقياد لشرعه وتعاليمه حسب ما جاء به رسوله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ.
ولأهمية هذا الموضوع فقد خصه بعض العلماء بالتأليف كابن القيم في كتابه (التبيان في أقسام القرآن) وغيره (١).
المبحث الثاني :
طول الآيات وقصرها وعدها :
شبههم حول هذا المبحث :
الشبهة الأولى :
ذكرت دائرة المعارف البريطانية في هذا الشأن (أن السور الأولى تتصف آياتها بالقصر ، وبقوتها الشعرية ، وبتعبيرها الحيوي ، أما السور الأخيرة فجاءت آياتها طويلة مفصلة ومعقدة نثرية في مظهرها ولغتها ، بحيث إنه أصبح من الصعب التمييز أين تنتهي الآية ، مما تسبب عنه اختلاف في ترقيم الآيات) (٢).
__________________
(١) المدخل لدراسة القرآن ص ٢٤٦ ـ ٢٤٧.
(٢) قضايا قرآنية في الموسوعة البريطانية ص ٥٠.