في البلاغة .. إلخ (١).
الشبهة الثانية :
زعم بعض المستشرقين [أن أسلوب السور المكية يؤدي إلى تقطيع الفكرة ، واقتضاب المعاني (٢). ووصف أصحاب الموسوعة البريطانية السور المدنية بأنها تتناول مواضيع مختلفة تتحدث عنها مواضع مختلفة من السورة ، وكان القرآن يعطي للقارئ انطباعا بأنه مجرد إنشاء جاء بطريقة عشوائية ، ويؤكد صحة ذلك طريقة ختم هذه الآيات بآيات مثل (فَإِنَّ اللهَ عَلِيمٌ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) وإن هذه الأخيرة لا علاقة لها مع ما قبلها وإنها وضعت فقط لتتميم السجع والقافية](٣).
الجواب :
هذه الفقرات تحتاج مني لوقفتين رئيسيتين مع الأسلوب القرآني.
١ ـ أسلوب القرآن وخصائصه الأدبية.
٢ ـ الفاصلة القرآنية.
القضية الأولى :
أسلوب القرآن وخصائصه الأدبية :
القرآن الكريم نزل في أمة كانت بضاعتها المفضلة الكلام حتى أقامت له أسواقا أدبية يتبارى فيها الأدباء والخطباء والشعراء ويدركون كل هذا بفطرتهم السليمة ، وعقولهم الألمعية الذكية ، وبأذواقهم الرفيعة. ومع كفرهم بالقرآن العظيم إلا أنه كان له على نفوسهم تأثير وهيمنة وسلطان. ولما خشوا من تأثيره عليهم وهم يرونه يسلب اللبيب قلبه ، ويأخذ عليه مجامع نفسه وعقله قال بعضهم
__________________
(١) انظر قضايا قرآنية ص ٤٤ (بتصرف).
(٢) المدخل لدراسة القرآن الكريم ص ٢٣٤.
(٣) قضايا قرآنية في الموسوعة البريطانية ص ٧٤.