السياسة أظهرتهم بوضع سيىء ... ونقدهم صاحب قويم نقدا مرا. قال ما ترجمته :
«إن الوزير ـ حسن باشا ـ زحف على الكرد عام ١١٢٣ ه ، وهذه الواقعة أنست الحوادث العربية ، وهؤلاء الأكراد يقال لهم (كرد بلباسي) ، فإذا نظرنا الى ظاهرهم وجدناهم شافعية ، وأكثرهم فقهاء ، رحل ، أينما حلوا اتخذوا لهم مسجدا ، وإذا جرى البحث عن الزهد والتقوى رأيتهم لا يرضون بالأكابر ، وعدوا أنفسهم من خير الزهاد. ومن مظاهر ذلك نشاهد بيد كل منهم سبحة ، وفي رأسه سواك ، ولكنه في الطرق المعبدة من أشطر السراق ، يصلي النوافل إلا أنه لا يعرف حقوق الله ، وكل منهم قارئ ، وهو أيضا ماهر في الرمي ومع هذا لا يراعون أمر الشرع ... فلا يبالون من إراقة الدماء البريئة ... فلم يعلموا بما يرضي الله تعالى. وهل يفيد المرء أن ينطق بالشهادة ولا يراعي شعائر الإسلام وأحكامه ...؟ فلو قتل الواحد الآخر قتلوا القاتل ، وهكذا يتوالى القتل حتى يتكون الحرب بين القبيلتين ، فلا يتم النزاع بأقل من مائة أو مائتين. ولم يمض يوم أو أسبوع بينهم إلا وترى الخصام مشتدا. هذه الحروب بينهم في حين انهم أخوة دين ... يفني الواحد الآخر ... ويعصون أولي الأمر ، ويخالفون أوامرهم. وعلى كل لم تكن الدماء بينهم محترمة ، وإن قتل الواحد عندهم كشربة ماء لا يتكلفون من ذلك.
إن هؤلاء لا يقاسون بالعشائر العربية. فالعرب يسلبون ولا يقتلون. فتجهز الببه (بابان) عليهم بسبب ما حدث بين الطرفين من فتنة ، فاستضعفت كل الآخر واستفحل الأمر ، فكان هؤلاء البلباس لا يعدون غيرهم شيئا ، فأحدثوا اضطرابا.
وكثيرا ما أزعجوا شاهات العجم ، وجعلوهم في لبس من أمرهم ، ونالهم منهم غم وكدر لحد أن شاه إيران قدم للحكومة العثمانية شكوى في أحوالهم ، ثم أنهم أصلحوا شأنهم مدة ، وفي واقعة البصرة أعانوا الحكومة خير إعانة ، وحاربوا محاربات مهمة ، وفادوا مفاداة تذكر وإن الوزير لم