الأخلاط. والنبات وإن كان متميز الأجزاء ، فإن أجزاءه تذهب فى جهاته معا ، وليس كذلك أجزاء الثمرة ولا أجزاء الحيوان. (١)
واعلم أن البزر إذا فعلت (٢) فيه القوة المولدة والقوة المتولدة من إصعاد أجزاء وحدر أجزاء (٣) لم يجز أن يقال إن الثقيل يرسب والخفيف يطفو. فقد علمت هذا (٤) علما بل ينسب كل شىء منه (٥) إلى جهة تحريك النفس ، وإن كان الثقيل للإحدار أقبل والخفيف للإصعاد أطوع.
ولم يحسن من ظن أن الشجر الحار (٦) المزاج إنما تقل أصوله ويقل غوصها (٧) بسبب قلة الثقيل (٨) فيه ، كأن الثقيل لو كثر فيه لنفذ فى الأرض نفوذ ثاقب لا يزال يتخلل أثخن الأرض. وقال : إن الأشجار الحارة المزاج لا تعرق عروقا كثيرة ، وإن عظمت ، كالصنوبر. وهذا فساد ظن ، فإن ثقل أجزاء الشىء الأرضى لا ينفذ بها فى خلل الأرض ، ولو كان كذلك لكانت أشياء من العروق المذكورة إذا لاقت سطح الأرض امتنعت عن النفوذ فيه. وليس كذلك ، بل العروق تحدث عن توليد من القوى ، وتنفذ عن طاعة من قواها المنفعلة للقوى الفاعلة. (٩) وما كان أرضيا من الأشجار تستجمع (١٠) فيه عدة من الموجبات لكثرة التعريق. من ذلك أنه أضعف قوى جذب ، فيحتاج إلى تكثير الآلات. ومن ذلك أنه أحوج إلى امتصاص من خالص الأرض والماء ، فيحتاج إلى التعميق. ومن ذلك أنه أثقل من الهوائى المزاج والنارى (١١) إذا قار به فى الحجم ، فيحتاج إلى فضل استظهار يأمن به من (١٢) التزعزع (١٣) عند المصادمات ، وخصوصا (١٤) وفى طبعه (١٥) ما يحطه (١٦) إلى السقوط. وأما الأشجار الحارة فهى مع فقدان هذه العلل شديدة الحاجة إلى اجتذاب الهوائية والنارية فى جملة ما تمتصه ليتولد منها ومن امتصاصها الأرضية غذاء أشبه بجوهرها ، فيجب لذلك أن تقرب فوهات العروق من النسيم. (١٧) ولما كان الحيوان معضودا بالحركة الاختيارية ، وكانت
__________________
(١) الحيوان : الحيوانات ب ؛ ساقطة من د
(٢) فعلت : فعل ب ، د ، سا ، م
(٣) وحدر أجزاء : واحدا وأجزاء د ، ط ؛ وانحدار سا
(٤) هذا : بهذا ط ، م (٥) منه : عنه د.
(٦) الحار : الخارج سا (٧) غوصها : غوصه ط.
(٨) الثقيل (الأولى) : التثقيل د ؛ الثقل م.
(٩) الفاعلة : الفعالة ب (١٠) تستجمع : سيجتمع د ، سا ، م
(١١) والنارى : والنارية ب ، د ، سا ، م.
(١٢) من : ساقطة من د ، سا
(١٣) التزعزع : الزعازع ط
(١٤) وخصوصا : خصوصا سا
(١٥) طبعه : طبيعه د (١٦) ما يحطه : ما يحط م
(١٧) النسم : المتنسم د ، سا ، م.