[الفصل الرابع]
(د) فصل (١)
فى حال (٢) تولّد أجزاء النبات وحال اختلافها واختلاف النبات بحسب البلاد
ويتولد أول ما يتولد عن النبات الشجرى أولية بالطبع ؛ ليس يجب أن تكون بالزمان أو بالكمال (٣) طبقات ثلاث ، تقوّم جرمه ، (٤) اللب وما يتصل به ، والعود من الخشب وما يشبهه وما يتصل به ، واللحاء وما يتممه وما يتصل به. وقد يصحب تكوّن ذلك تكوّن الورق ، فإن الورق خلق للوقاية ، وهو فى مثل ذلك الوقت أوقى ، إذ الحاجة فى مثل ذلك الوقت إلى الوقاية أشد. ولذلك ما يكون حجم الورق فى أكثر الأحوال عند ابتداء النشو ، أعظم من حجم الساق. والسبب فى ذلك اثنان : أحدهما من جهة الغاية (٥) ، والآخر (٦) من جهة الضرورة. أما (٧) من جهة (٨) الغاية ، فلأنه كلما كان أعظم كان أوقى. وأما من جهة الضرورة (٩) فلأن (١٠) الشىء العظيم القوى (١١) يتكون من مواد أيبس وأقل طاعة للتكون ؛ والشىء الضعيف الرخو حاجته إلى المادة اليابسة أقل ، وطاعته للتكون أكثر.
وأيضا فإن المستعمل فى ابتداء النشو من حاضر المواد ما هو أرطب ، والقوة تعجز عن امتصاص غير الرطب ، فيعرض أن تكون المادة الساقية أقل ، والمدة فى جملة تكون الساق أطول ، وتكون المادة الورقية أكثر ومدتها (١٢) فى التكون أقصر. فلذلك ما يتكون من الورق حينئذ أعظم حجما من الساق ، فيما من شأنه أن تكون ساقه أعظم من ورقه ، فكيف فيما يكون حجم ورقه أعظم من ساقه ، كما هو موجود فى كثير من النبات.
ولست أعنى بالساق هاهنا الساق المنتصب لا غير ، وهو الذي يختص بالشجر ؛ بل (١٣) أعنى به كل ما هو (١٤) حامل للورق والزهر ، وإن كان خرعا مضطجعا ، كما لكثير من النبات.
__________________
(١) فصل : فصل د ب ، م ؛ الفصل الرابع د ، ط
(٢) حال (الأولى) : ساقطة من د ، سا.
(٣) بالكمال : بالمكان ط
(٤) جرمه : جزء ط ؛ جزء ما منه م
(٥) الغاية : العناية م.
(٦) والآخر : والأخرى ب ، م ؛ وللأخرى د
(٧) أما : فأما د
(٨) جهة (الثانية) : ساقطة من د.
(٩) أما من جهة ... الضرورة : ساقطة من م.
(١٠) فلأن : فان م
(١١) القوى : الذي سا.
(١٢) ومدتها : ومدته د ، سا ، ط ، م.
(١٣) بل : ساقطة من م.
(١٤) هو : ساقطة من ط.