بترطيبها الأرض لتصعيد (١) الأدخنة عنها ، واستحالتها رياحا. وأما سائر الرياح فإنها إنما تهب فى الأقل. وكما (٢) قد اتفق أن ظن قوم أن للمياه معدنا فيه كليتها ، وهو فى غور الأرض ؛ كذلك قد ظن قوم أن للرياح أيضا معدنا يحصرها فى غور الأرض. وأنها تهب من هناك بقدر. ولو كان الأمر كذلك لكانت الرياح التي تنبعث من الأرض تبتدئ قوية ثم تضعف ، كالماء المنبثق فإنه فى ابتدائه يقوى ثم يضعف. وليس توجد حال الأرض التي منها تبتدئ (٣) الرياح فى هبوبها هكذا ، بل على عكسه ، وإنما تشتد (٤) الرياح فى أعلى الجو. وأيضا لو كان المهب فى الأصل (٥) واحدا ، لما هبت رياح متضادة معا. ومع ذلك فإن الريح القليلة التي ليست كلية الريح ، فقد يحدث من احتقانها فى الأرض زلزلة ورجفة. فلو كانت للرياح كلية محصورة (٦) فى الأرض ، لكانت قد خسفت البقعة المنحصرة فيها ، وتخلصت دفعة.
ومما يليق أن يلحق بهذا الفصل حال الرعد والبرق والصواعق والكواكب الرجمة ، (٧) ثم الكلام على الشهب وذوات الأذناب والعلامات (٨) الهائلة فى الجو.
__________________
(١) لتصعيد : لتصعد د ، سا ، ط ، م
(٢) وكما : كما م.
(٣) تبتدئ : ما تبتدئ من د ، سا ، ط
(٤) تشتد : لا تشتد ب
(٥) المهب فى الأصل : مهب الأصل ب ؛ المهب الأصل سا ، م
(٦) المنحصرة : المنحصر د ، سا ، م
(٧) والكواكب الرجمة : ساقطة من ب ، د ، سا ، م.
(٨) والعلامات : ساقطة من م.