(وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الْفَصْلِ) : إنك تدري ما هو ، ولكنها بما أدراك ربك فلا سبيل لها إلا وحي السماء.
(وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) : حذار وإنذار من العزيز الجبار ، بويل كل ويل للمكذبين بيوم الدين ، وهم محضرون لمجلس القضاء يوم الفصل ، ذلك لأن تكذيبهم كان ويلا عقيديا وعمليا.
(أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ. ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ. كَذلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ. وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ).
إن ذلك الويل قد يهلكهم يوم الدنيا كما يهلكهم يوم الدين ، فإهلاك المكذبين الأوّلين ، ثم إتباعهم الآخرين ، ذلك تحذير لهؤلاء الظالمين أن ليس الويل لهم مختصا بيوم الدين ، فحذار حذار أيها المكذبون ، فإن مصارعكم تنكشف وأنتم حشود أقوياء ، وعلى مدّ البصر ترى المصارع والأشلاء لهؤلاء وهؤلاء ، وأمامها وعيد الله ناطقا بسنة الله : (ذلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ. وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ).
(أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ (٢٠) فَجَعَلْناهُ فِي قَرارٍ مَكِينٍ (٢١) إِلى قَدَرٍ مَعْلُومٍ (٢٢) فَقَدَرْنا فَنِعْمَ الْقادِرُونَ (٢٣) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (٢٤) أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً (٢٥) أَحْياءً وَأَمْواتاً (٢٦) وَجَعَلْنا فِيها رَواسِيَ شامِخاتٍ وَأَسْقَيْناكُمْ ماءً فُراتاً (٢٧) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (٢٨) انْطَلِقُوا إِلى ما كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (٢٩)
(تفسير الفرقان ـ ج ٢٩ ـ م ٢٢)