وهكذا يكون دور كل خلة واتصالة على غير تقوى حيث تبوء إلى عداء ، واما خلة التقوى فهي تبقى هنالك وتقوى حيث هنالك حياة الربوة والمزيدة : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها)! ف «إذا كان يوم القيامه انقطعت الأرحام وقلت الأنساب وذهبت الأخوة إلا الأخوة في الله ..» (١) (ألا كل خلة كانت في الدنيا في غير الله عز وجل فإنها تصير عداوة يوم القيامة) (٢) (وللظالم غدا يكفيه عضه يديه وللرجل وشيك وللأخلاء ندامة إلا المتقين (٣) ف «اطلب مواخاة الأتقياء ، ولو في ظلمات الأرض وإن أفنيت عمرك في طلبهم فإن الله لم يخلق أفضل منهم على وجه الأرض بعد النبيين (عليهم السلام) وما أنعم الله على عبد بمثل ما أنعم به من التوفيق لصحبتهم ، وأظن من طلب في زماننا هذا صديقا بلا عيب بقي بلا صديق) (٤).
__________________
(١) الدر المنثور ٦ : ٢١ ـ اخرج ابن مردويه عن سعد بن معاذ قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) .. وفيه استناده في قوله الى الآية.
(٢ ، ٣). نور الثقلين ٤ : ٦١٢ عن تفسير القمي عن الصادق (عليه السلام) وعن امير المؤمنين (عليه السلام).
(٤) المصدر ح ٨٣ في مصباح الشريعة قال الصادق (عليه السلام) ويستند الامام بالآية بعد «لصحبتهم».
وفي الدر المنثور ٦ : ٢١ ـ اخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وحميد بن رنجويه في ترغيبه وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه في شعب الايمان عن علي بن أبي طالب «رضي الله عنه» في قوله (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ) ومن طريق أصحابنا القمي بسند متصل عن الحارث عن علي (عليه السلام) قال .. أقول بين النقلين اختلافات لفظية والمعنى واحد وما يأتي من طريق القمي لأنه اضبط وأجمل : قال في الخليلين مؤمنين وخليين كافرين ومؤمن غني ومؤمن فقير وكافر غني وكافر فقير ، فاما الخليلان المؤمنان فتخالا في حياتهما في طاعة الله تبارك وتعالى وتباذلا عليها وتوادا عليها فمات أحدهما قبل صاحبه فأراه الله في منزله في الجنة يشفع لصاحبه فيقول : يا رب ـ