الذي هو لزام الإيمان في سائر القرآن؟.
هنا التوكل وليس الاتكال ، فالإتكال بعد الإيمان أن يبقى المؤمن صفر اليد عما يقتضيه الإيمان ، ولكنما التوكل بعد الإيمان يقتضي تكريس كافة الطاقات للحفاظ على الإيمان وتداومه والاستزادة فيه وتطبيقه ، ثم الاستنجاد بالله والتوكل عيه إعانة له على ما يقصر أو يقصّر ، إذا فالتوكل بعد الإيمان هو عمل الإيمان ويزيد.
إنه ليس بعد الإيمان بالرب إلّا التوكل على الرب في عقيدة الإيمان وعمله ، ثم تبنّي الحياة الإيمانية على اجتناب كبائر الإثم والفواحش .. :
(وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ وَإِذا ما غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ)(٣٧).
إن اجتناب كبائر الإثم والفواحش هو ضمان إلهي في تكفير السيئات : (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً) (٤ : ٣١) وشرط آخر في هذه السبيل (وَإِذا ما غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ) فكما الله يغفر السيئات كذلك المؤمنون يغفرون سيئاتهم بعضهم لبعض دون توبة ، ويغفرون كبائرهم بعضهم لبعض بتوبة ف
«المؤمن مرآة المؤمن» و «من كظم غيظا وهو يقدر على إمضائه حشا الله قلبه أمنا وإيمانا يوم القيامة ومن ملك نفسه إذا رغب وإذا رهب وإذا غضب حرم الله جسده على النار» (١) وإنه «خير خلائق الدنيا والآخرة» (٢).
__________________
(١) نور الثقلين ٤ : ٥٨٣ ح ١١١ في تفسير علي بن ابراهيم القمي في الآية قال ابو جعفر (عليه السلام) من كظم غيظا ...
(٢) المصدر ح ١١٢ في اصول الكافي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في خطبة : ألا أخبركم بخير خلائق الدنيا والآخرة : العفو ـ