صدقوها ، وليست أجرا لنفسها ، اللهم إلا تعرّفا سليما إلى الرسالة واستمرارية لها وليس إلّا ب (الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) عترته (صلى الله عليه وآله وسلم) الأقربون إليه في معرفة الرسالة وحملها.
هنالك مودة في الرسالة تجعلهم يتعلمون من الرسول ويطيعونه كما يستطيعون حسب ما يودون رسالة الله ويحبون الله : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ) (٣ : ٣١) وهذه المودة تتطلب مودة السبل إلى الرسالة ومدينة علم الرسول ، وليست إلّا (الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) حيث تقربهم إلى الرسول فإلى الله زلفى ، ثم لا نجد قربى إلّا هيه ، اللهم إلّا واهية ، إلّا قربى الله وليست لغير المعصومين اللهم إلا سبلا إلى الله ، وهم السبيل الأعظم والصراط الأقوم ، وهم أهل بيت النبوة ، وموضع الرسالة ، ومهبط الوحي ، ومعدن الرحمة ، وهم الدعوة الحسنى ، وحجج الله على أهل الدنيا والآخرة والأولى ، وهم الدعاة إلى الله ، والأدلّاء على مرضات الله ، والمستقرين في أمر الله والتأمين في محبة الله.
في الحق إن المودة في القربى ليست أجرا للرسالة ، وإنما هي طلب المزيد من تصديق الرسالة بالمودة في الملاصقين الأولين بالرسالة ، ودا تحملهم على ملازمتهم في الأخذ عنهم أهل البيت ، فأهل البيت أدرى بما في البيت!.
فلأن الأجر هو أجر الرسالة لا أجر محمد إلا كرسول ، فلتكن المودة في القربى هي في قربى الرسالة : من هو أقرب إليها من بيت الرسالة ، ثم وهو لهم كمؤمنين بالرسالة وهو ممن شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا ، لا قرب محمد كسائر البشر إليهم ولا قربهم إليه ، فإن المودة في هذا القرب وذاك ليست إسلامية ولا تمتّ بصلة لرسالته أم ماذا؟