يملأها ويسدها فقد بقى أن تكون الحنجرة فقط يكون من أجلها الاختناق بغتة لأن النفس فيها ضيق والعضل الذي في جوفها إذا حدث فيه ورم أمكن أن يسد ذلك التجويف فيطلق طريق النفس وحدوث الاختناق داخل الحنجرة من ورم حار معه وجع أو من ورم صلب.
لي : وهذا لاکون سرعاً أو لورم رخو وهذا لا وجع معه ، وقد يحدث تلك الاختناق منها أيضاً لا لورم : إما لأن حركة العضل / الفاتح للحنجرة يبطل فيضيق لذلك مجراها فيحدث اختناق ، أو لفرط يبس العضل الذي في داخل الحنجرة فيتوتر كثيراً فيضيق لذلك مجراها وقد بينت هذا العضل أي عضل هو وكيف يغلق ويسد الحنجرة في کتاب الصوت.
لي : يجب أن يبين هذا كله ويرتاد له علامات ودلائل فإن بذلك يوقف على أمر الخوانيق لأنك إذا لم تر ورماً في الحلق وأمكن أن يكون الاختناق الفاتح لعضل الحنجرة فقد ذهب علاج جميع من يعالج الأورام باطلا وكذلك الحال في اليبس الذي ذكر فلذلك من الواجبات أن يرتاد لهذه علامات وعلاج ، وآمکن ذلك إذا كانت مع ميل هذه الخوانيق حمى شديدة الحرارة فالموت نازل لأن شدة الحمى تحتاج إلى نفس كثير وطريق النفس مغلق فيحدث سوء مزاج للقلب بسرعة. الحلق إذا كان وجعا جدا مع قلق شدد وکان ضامرا فهو خنق سرعا.
ج : إذا عرض للإنسان أن يمتنع عليه البلع ولم يظهر ورم لا في داخل الحلق إذا له فتح فاه ولا في خارجه فإنه قتال لأن الورم / حينئذ يكون إما في العضل المستبطن للمريء أو ورم في نفس المريء إذا حدثت أورام هناك ربما مدت فقار الرقبة كما يمد الورم الذي تحت الصلب فقار الظهر فيظهر من ذلك تقطع في العنق ، والفرق بين الذي يميل منه الفقار إلى داخل وغيره التقصع (١) ، واعلم أن هذا إذاً رديء جداً عسر العلامات لعسر الوقوف على موضع العلة وخاصة إذا كان فالج في العضل أو يبس أو زوال الخرز فهو إذاً قاتل ، واعلم أن المضرة الحادثة المانعة للنفس أوحى (١) قتلاً من المانعة للبلع بقدر عظم الحاجة إلى النفس إذا كان البلع قد امتنع والنفس بحاله والعلة في طرف المريء ، ويمكن أن يحدث في طرف المريء ورم عظيم يمنع النفس وورم عظيم في طرف الحنجرة ويمنع البلع ، وأما في غير الطرف من المريء وقصبة الرئة أعني أوساطها فلا لأنه لا يحدث في المريء ورم يغمز على قصبة الرئة حتى يضيعها ولا يدخلها هواء منه ، وأخرى ألا يحدث إلا في قصبة الرئة مثل هذا.
__________________
(١) كذا في النسخة ، والتقصع هو الامتلاء.
(٢)اوح : أسرع.