اليهودي ، قال : الماليخوليا إذا خف بعقب لين البطن وخروج الرياح والاستمراء التام فالعلة مراقية ، قال : ومن كان من أصحاب الماليخوليا شديد الحزن فألفه في مجالسة الناس والشراب والغناء والأسفار الطويلة والنقلة.
/ الطبري ، قال : الوسواس کون من الحر والبس وقد صدق فان المالخولا بوسواس بل إنما هو تفزع وظنون كاذبة.
أهرن ، قال : المراقية علامتها أن يعرض لأصحابها نفخة إذا طعموا وخاصة إن كان شيء بطيء الهضم وجشاء حامض والتهاب في المراق وقراقر ووجع شديد يبلغ من البطن إلى بين الكتفين ولا يسكن إلا بعد الهضم ثم يهيج إذا طعموا أيضاً.
وقد يعرض أيضاً ذلك أحياناً عند خلاء البطن والصوم ويكون ما يتقيؤوه بضرس من حموضة مع حراقة ويعرض ذلك للصبيان فكلما شبوا يزيد ذلك بهم.
قال : وينتفعون بالطعام البارد ويستريحون إليه قال وإن طال المقام بأصحاب المالخولا في غم ووحشة أو هول اختلطت عقولهم فاذا رأت المالخولا من غر هذه الاعراض فلست مراقة فعالج الکان من الدم في البدن کله الاسود بفصد الأكحل ثم بإسهال السوداء متوتراً ثم بالأغذية الجيدة الخلط وما كان في الرأس وحده فبالسعوط والغرور والأطلية اللطيفة الحارة. لي : ينظر في ذلك والمراقية بالأغذية اللطيفة وجودة الهضم والحمام وعالج جميعهم بالحدث (١) والسرور والفرح وأطعمهم الزيرباجات واسقهم شراباً لذيذاً طيباً وإن فصدتهم فلم تر الدم أسود فاعلم أنه قد أخطأت في حدسك بأن الدم كله أسود فاقطعه مكانك ، وإن كان أسود فاستكثر من إخراجه ، وأصحاب المراقية / فأسهلهم إن كانت معدهم قوية في مرة واحدة وإلا ففي الات مرار کثرة قللا قللا ، وعالج الرأس في العلة الأخرى بعد سائر العلاج بما يقوي الرأس لئلا يقبل ما يصعد إليه من بخار البطن واسقه سكنجبينا فإنه ينقى المعدة واحقنه إن احتاج بالحقنة اللينة ، واسعطه بالطيب ليقوى رأسه بمثل هذا ، مسك جزؤ ، كافور نصف جز ژ ، زعفران وصبر جزو جز ژ ، سکر طبرزد جزون ، اسعطه بدانق بالبن جارية. لي : تقوية الدماغ واجب في هذه العلة إلا أن إسخانه لا يجب.
الرابعة من النبض : قال : فلأن نبض العرق العظيم المستبطن بعظم الصلب يظهر في الموسوسين في بعضهم عند الهزال المفرط.
بولس ، قال : الماليخوليا إما لغلبة السوداء على الدماغ وحده ، وإما لأن البدن كله سوداوي ، وإما لأن البطن ورمه حار في الجداول قد طال احتباسه فتصعد منه
__________________
(١) كذا بالأصل ولعله الحديث.