السادسة من مسائل أبيذيميا : قال : أفضل الأحداق المعتدلة بالعظم لأن الضيقة الصغيرة تدل على قلة الروح المنبعث في العصبة ، والواسعة جداً يتبدد فيها ذلك النور.
من کتاب جامع الکحالن المحدثن : ما انسحق من أدوة العن فصوله ، وما لم نس حق فاجعله في کوز لطف واشوه في فحم حت حترق کسوار الهند وغره حرقه على هذا ثم يؤخذ من المغسول فيسحق ما يشاء أيضاً.
قال : واعلم أن الزنجار يأكل حجب العين ويهتكها ويؤثر فيها وخاصة في أعين النساء والصبان فاخلط به الکثر من الاسفداج.
قال : والمغربة كالنشاء والإسفيداج والقليميا إنما ينبغي أن يستعمل والمادة قد انقطعت ، لأنها إن استعملت قبل ذلك منعت التحلل فهاج الوجع لتمدد الطبقات إلا أن يكون في القروح ، فإنا حينئذ نضطرا إليها لأنها عظيمة النفع ها هنا ، ولا دواء لها غيرها وإذا ألقى كحال في عين دواء فليصبر حتى يذهب مضغه (١) وأثره البتة ثم يتبعه بميل آخر فهو أبلغ من أن يكون بعضه على أثر بعض.
قال : والرمد في البلدان الباردة والأمزجة الباردة أطول مدة فالزم العلاج ولا تضجر لأن حجب أعينها أشد تكاثفاً.
قال : ومما يعم جميع أوجاع العين بعد قطع المادة تلطيف الغذاء وتسهل الطبيعة أبداً وقلة الشرب وترل الجماع وشد الاطراف ودلکها وتکمدها بالماء الحار وشد الساقن ودلالک القدمن وخاصة عند شدة الوجع وطلي الجفون والصد غن والجبهة فإن ذلك يمنع النزلة ولا شيء أضر بالعين الصحيحة والمريضة من دوام يبس البطن وطول النظر إلى الأشياء المضيئة وقراءة الخط الدقيق والإفراط في الباه وكثرة أكل السمك المالح ودوام السكر والنوم بعقب التملىء من الطعام ، فلا ينبغي لمن عينه ضعيفة أن ينام أبداً حتى ينحدر طعامه ، ولا يغسل العين في الرمد والقرحة بماء بارد فإنه يحقن المادة ويمنع من انقلاع آثار القروح ، وقل من ينفعه الماء البارد إلا لمن كان ـ ـ به سوء مزاج حار فقط بلا مادة ، ولزم خرقة سوداء من بعنه رمد حار / آو بثر وکون في موضع قليل الضياء وفراشه ليس بأبيض وحوله خضر ، ومن کانت القر حة في عنه المن فلنم عل الجانب الامن وکذللک السر ، ولاصح ولا عطس ولاد خل الحمام إلا بعد نضوج العلة ، فإن دخله فلا يطيل المكث فيه ، ومن كان بعينه ماء فليتوق الغرغرة والعطاس والصياح ، لأنه يجلب المادة ، وينبغي أن يستاك بالأرياج.
قول جميع الكحالين : كل عين شديدة الحمرة كثيرة الرطوبة والرمص فالمادة
__________________
(١) المضغ ـ بالضم : الجراحات.