جوامع الحمات : قال : انقضاء قرانطس کون إما بعرق وما برعاف ، الثقل والصداع في الرأس إذا عرضا لمن به ورم حار في ناحية دماغه يدلان على التشنج.
قال الاسکندر في کتابه في البرسام : البرسام کون من الصفراء ، اذا صعدت ال الرأس فأورمت الدماغ أو الصلبة (١) و تقدمه سهر طول ونوم مفزع ، وربما عرض معه النسيان ويكون معهم غضب وسفه وتحمر أعينهم وتتابع النفس وتخبو (١) المجة وينظرون دائماً لا يغضون أطرافهم وتدمع عيونهم ويضر فيها قذى ورمص ولتقطون الزئبرمن / الثاب والتبن من الحيطان يظنون ذلك وألسنتهم خشنة وحماهم يابسة وربما لم يجسوا ليبس عصبهم من أجل يبس الدماغ ، وربما أصابتهم رعشة فهذه علامات البرسام الخالص الذي من سقم الدماغ. وقد اشتبه عل قوم فظنوا أن البرسام کون أيضاً من ورم الحجاب وليس يكون من ورم هذا الحجاب إلا الهذيان ، والفرق بينه وبين البرسام أن الحرارة هاهنا فيما دون الشرسيف أكثر ومعه ضيق النفس وفي البرسام الحرارة في الرأس والحمى دائماً والعين أحمر وملمس الرأس حار جداً ويرعف كثيراً ، ويفرق بينه وبين الجنون بالحمى لأن الجنون لا حمى معه ، وفي البرسام حمى دائمة ، فهذه علامات البرسام الخالص الصفراوي فإن شابه بلغم اختلطت أعراضه فيهدؤون وسبتون آوهدؤون وسکنون ، وعلامات البرسام أن تكون حادة قوية في أول الأمر لقلة صبر الدماغ على لذع الصفراء فيكونون كالمجانين سواء ما ، وإذا امتدت الأيام ضعفت العلامات وقل الاضطراب والهذان وضعفت القوة حت آنهم بکد ما ثلون أعينهم. وتكون مجستهم صغيرة جاسية ، علاج هؤلاء إذا كانت القوة توجب الفصد فإنه أفضل علاجهم ، فإن منع فالفصد عرق الجبهة وإن خفت اضطرابه فأخرج دمه بمرة ورطب رأسه بخل ودهن ورد دائماً فإن ذلك يقوي الدماغ ويقمع البخار وينقص حر الرأس ولا يجذب إليه البخار وأخلط بالخل أشياء مخدرة واحتل أن تنومه ، فإن ذلك آفضل ما عولجوابه ، واسقه شراب الخشخاش فانه مع ما نوم برد وسکن الحم.
وإن لم يضطر إلى هذا الشراب لكثرة السهر فلا تسقه ، وخاصة إذا كان برسامه مع بلغم وليست أعراضه حارة حريفة جداً ، وإن رأيت قوته ضعيفة فلا تستعمل شيئاً من المخدرات بتة ، فإنه يضر ضرراً عظيماً ، وربما قتلت ، واجعل هواءهم معتدلا فإن الحار يملأ رؤوسهم والبارد يجمع فيه حرارة كثيرة ، وغمز رجله وشد اطرافه ونزل البخار وينطل عليها ماء حاراً ، وأفضل هذه قبل نوبة الحمى وبعد هبوطها ، وضع المحاجم أسفل البدن لتجذب الحمى إلى أسفل واسقهم ماء الشعير فقط ولب الخيار والسمك والصغار والرمان واسقهم ماء حاراً مرات ، فإنه يسكن عطشهم جرعة جرعة
__________________
(١) أي : الغشاء الغليظ.
(٢) كذا بالأصل.