عزيمة من الله بتلة (١) أوعدني ان لم أبلغ أن يعذبني ، فنزلت : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ) فأخذ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بيد على عليهالسلام فقال : يا ايها الناس انه لم يكن نبي من الأنبياء ممن كان قبلي الا وقد عمره الله ثم دعاه فأجابه فأوشك ان أدعى فأجيب وانا مسئول وأنتم مسئولون فما ذا أنتم قائلون؟ فقالوا نشهد انك قد بلغت ونصحت وأديت ما عليك فجزاك الله أفضل جزاء المرسلين فقال : اللهم اشهد ثلاث مرات ، ثم قال : يا معشر المسلمين هذا وليكم من بعدي فليبلغ الشاهد منكم الغائب قال ابو جعفر عليهالسلام كان والله أمين الله على خلقه وغيبه ودينه الذي ارتضاه لنفسه.
٢٩١ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن عمر بن أذينة عن زرارة والفضيل بن يسار وبكير بن أعين ومحمد بن مسلم وبريد بن معاوية وابى الجارود جميعا عن أبى جعفر عليهالسلام قال امر الله عزوجل رسوله بولاية على وانزل عليه : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) وفرض ولاية اولى الأمر فلم يدروا ما هي ، فامر الله محمدا صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يفسر لهم الولاية كما فسر لهم الصلوة والزكاة والصوم والحج ، فلما أتاه ذلك من الله ضاق بذلك صدر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وتخوف ان يرتدوا عن دينهم وان يكذبوه ، فضاق صدره وراجع ربه عزوجل فأوحى الله عزوجل اليه : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) وصدع بأمر الله تعالى ذكره فقام بولاية على عليهالسلام يوم غدير خم فنادى. الصلوة جامعة وامر الناس ان يبلغ الشاهد الغايب. قال عمر بن أذينة قال جميعا غير ابى الجارود قال ابو جعفر عليهالسلام. وكانت الفريضة تنزل بعد الفريضة الاخرى وكانت الولاية آخر الفرائض فأنزل الله عزوجل : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي) قال ابو جعفر : يقول الله عزوجل : لا انزل عليكم بعدها فريضة قد أكملت لكم الفرايض.
٢٩٢ ـ محمد بن الحسين وغيره عن سهل عن محمد بن عيسى ومحمد بن يحيى ومحمد
__________________
(١) البتلة من التبتل بمعنى الانقطاع والتقطع وذكر البتلة بعد العزيمة للتأكيد.