قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    تفسير نور الثقلين [ ج ١ ]

    تفسير نور الثقلين [ ج ١ ]

    607/804
    *

    حتى لا يخطون طريقهم ، ولا يخطئكم سنة بنى إسرائيل ، ثم قال أبو جعفر عليه‌السلام : قال موسى لقومه : (يا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللهُ لَكُمْ) فردوا عليه. وكانوا ستمائة ألف فقالوا : (يا مُوسى إِنَّ فِيها قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَها حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْها فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْها فَإِنَّا داخِلُونَ قالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخافُونَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمَا) أحدهما يوشع بن نون وكلا بن يافثا (١) قال : وهما ابن عمه فقالا : (ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبابَ فَإِذا دَخَلْتُمُوهُ) الى قوله : انا هاهنا قاعدون قال : فعصى أربعون ألفا وسلم هارون وابناه ويوشع بن نون وكلا بن يافثا ، فسماهم الله فاسقين فقال : (فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ) فتاهوا أربعين سنة لأنهم عصوا ، فكان حذو النعل بالنعل ، ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لما قبض لم يكن على امر الله الا على والحسن والحسين وسلمان والمقداد وأبو ذر ، فمكثوا أربعين حتى قام على فقاتل من خالفه.

    ١١٤ ـ عن داود الرقى قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : كان ابو جعفر عليه‌السلام يقول : نعم الأرض الشام وبئس القوم أهلها وبئس البلاد مصر اما انها سجن من سخط الله عليه ؛ ولم يكن دخول بنى إسرائيل مصر الا من سخطه ومن معصيته منهم لله ، لان الله قال : (ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللهُ لَكُمْ) يعنى الشام فأبوا أن يدخلوها فتاهوا في الأرض أربعين سنة في مصر وفيا فيها (٢) ثم دخلوها أربعين سنة ثم قال : وما كان خروجهم من مصر ودخولهم الشام الا من بعد توبتهم ورضا الله عنهم.

    ١١٥ ـ في قرب الاسناد للحميري أحمد بن محمد بن عيسى عن احمد بن محمد بن ابى نصر عن الرضا عليه‌السلام قال : قلنا له : ان أهل مصر يزعمون ان بلادهم مقدسة ، قال :

    وكيف ذلك؟ قلت : جعلت فداك يزعمون انه يحشر من جبلهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ، قال : لا ، لعمري ما ذاك كذلك ، وما غضب الله على بنى إسرائيل الا أدخلهم مصر ، ولا رضى عنهم الا أخرجهم منها الى غيرها ، ولقد اوحى الله تبارك وتعالى الى موسى أن يخرج عظام يوسف منها ، ولقد قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تغتسلوا رؤسكم بطينها ،

    __________________

    (١) وفي المصدر «كالب بن يافنا».

    (٢) فيافى كصحارى لفظا ومعنى.