السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِياماً) فهل تعرف سفيها أسفه من شارب الخمر؟ والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة (١)
٥٩ ـ وفي رواية ابى الجارود عن ابى جعفر عليهالسلام في قوله (وَلا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ) فالسفهاء النساء والولد ، إذا علم الرجل ان امرأته سفيهة مفسدة وولده سفيه مفسد لم ينبغ له ان يسلط واحدا منهما على ماله الذي جعل الله له «قياما» يقول معاشا ، قال : (وَارْزُقُوهُمْ فِيها وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفاً) والمعروف العدة. قوله : (وَابْتَلُوا الْيَتامى) الاية قال من كان في يده مال بعض اليتامى فلا يجوز له ان يعطيه حتى يبلغ النكاح ويحتلم ، فاذا احتلم وجب عليه الحدود واقامة الفرايض ولا يكون مضيعا ولا شارب خمر ولا زانيا ، فاذا آنس منه الرشد دفع اليه المال. واشهد عليه ، وان كانوا لا يعلمون انه قد بلغ فانه يمتحن بريح إبطه ونبت عانته فاذا كان ذلك فقد بلغ فيدفع اليه ماله إذا كان رشيدا ، ولا يجوز له أن يحبس عنه ماله ويعتل عليه انه لم يكبر بعد.
٦٠ ـ في من لا يحضره الفقيه وقد روى عن الصادق عليهالسلام انه سئل عن قول الله : (فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوالَهُمْ) قال إيناس الرشد حفظ المال.
٦١ ـ وفي رواية احمد بن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن عبد الله بن المغيرة عمن ذكره عن ابى عبد الله عليهالسلام انه قال في تفسير هذه الاية إذا رأيتموهم يحبون آل محمد فارفعوهم درجة.
٦٢ ـ في مجمع البيان واختلف في معنى قوله «رشدا» الى قوله ان يحمل على ان المراد به العقل وإصلاح المال وهو المروي عن الباقر عليهالسلام (وَلا تَأْكُلُوها إِسْرافاً) اى بغير ماء أباحه الله لكم وقيل : معناه لا تأكلوا من مال اليتيم فوق ما تحتاجون اليه فان لولى اليتيم ان يتناول من ماله قدر القوت إذا كان محتاجا على وجه الاجرة على عمله في مال اليتيم ، وقيل : ان كل شيء أكل من مال اليتيم فهو الاكل على وجه الإسراف والاول أليق بمذهبنا ، فقد روى محمد بن مسلم عن أحدهما عليهماالسلام قال : سألته
__________________
(١) وهو من أحاديث الكافي (ج ٦ صفحة ٣٩٧ ط طهران الحديثة) ولم أظفر عليه في تفسير على بن إبراهيم وكأنه سقط لناسخ لفظ «الكافي» من أول حديث.