السلام) ، فهو الأب الثاني للامة وكما سائر الائمة (عليهم السلام) ومن ثم سائر الآباء ، وقد صح عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) «انا وعلي أبوا هذه الامة»! (١) ولأنه اولى بالمؤمنين من أنفسهم» كما النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلى حد قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) «فوالله اني لأولى الناس بالناس» (٢).
(.. وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلى أَوْلِيائِكُمْ مَعْرُوفاً كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً) (٦).
هنا تلميحة ان قد مضى ردح من الزمن يتوارث فيه المسلمون بالايمان والهجرة ، ذلك ولمّا تستقر الدولة الاسلامية ، فقد آخى الرسول (صلى الله
__________________
(١) نور الثقلين ٤ : ٢٣٨ ح ١٨ في كتاب علل الشرايع باسناده الى علي بن الحسن بن فضال عن أبيه قال : سألت أبا الحسن (عليه السلام) فقلت له : لم كني النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بابي القاسم؟ فقال : لأنه كان له ابن يقال له قاسم فكني به قال قلت : يا ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فهل تراني أهلا للزيادة؟ فقال : نعم اما علمت ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : انا وعلي أبوا هذه الامة؟ قلت : بلى قال : اما علمت ان عليا (عليه السلام) قاسم الجنة والنار؟ قلت : بلى ـ قال : فقيل له ابو القاسم لا ابو القسيم الجنة والنار فقلت : وما معنى ذلك؟ فقال : ان شفقة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على أمته كشفقة الاباء على الأولاد وأفضل أمته علي (عليه السلام) ومن بعده شفقة علي عليهم كشفقته (صلى الله عليه وآله وسلم) لأنه وصيه وخليفته والامام بعده فلذلك قال (عليه السلام) انا وعلي أبوا هذه الامة وصعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) المنبر فقال : من ترك دينا او ضياعا فعلّي واليّ ومن ترك ما لا فلورثته فصار بذلك اولى من آبائهم وأمهاتهم وصار اولى بهم منهم بأنفسهم وكذلك امير المؤمنين (عليه السلام) بعده جرى ذلك له مثل ما جرى لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
(٢) نهج البلاغة من كلام له عليه السلام.