و «ذلك» الوحي للرسول ، ثم «ذلك» الايراث لأهل بيت الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) (هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) إذ لا يساوى ولا يسامى في تاريخ الوحي والرسالات والوراثات.
فحصالة البحث عن آية الوراثة ان «عبادنا» هنا هم اصحاب الجنة من المسلمين في درجاتهم الثلاث أدناها (ظالِمٌ لِنَفْسِهِ) دون من يظلم دين الله ويظلم عباد الله ، فهم هنا غير موعودين بالجنة ، مهما دخلوها بعد حسابات وعقابات ام لم يدخلوها ، كما (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ) يلمح بمدى ظلم الظالم لنفسه ، وخروج الظالم لغيره ، حيث العفو عنه ظلم بغيره.!
فليس «عبادنا» هنا كافة المكلفين ، ولا كل المسلمين ، وانما المسلمون الذين مصيرهم الى الجنة.
والمقتصد هو المعتدل المتعادل في حياته ، لا ظالم لنفسه حيث يتبنى حياة العدل مهما ابتلى بلمم ، والسابق بالخيرات هم الرعيل الأعلى من المقربين المعصومين من امة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وهم الأئمة الاثنى عشر سلام الله عليهم أجمعين.
فهم ورثة الكتاب روحيا في ولاية مطلقة شرعية ، وآخرهم القائم منهم يرث الكتاب زمنيا وروحيا : (وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ. إِنَّ فِي هذا لَبَلاغاً لِقَوْمٍ عابِدِينَ وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ) (٢١ : ١٠٦)!
(جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ (٣٣) وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (٣٤) الَّذِي أَحَلَّنا دارَ الْمُقامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا يَمَسُّنا فِيها نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنا فِيها لُغُوبٌ)(٣٥).