الكفر «اشهدوا أن زيدا ابني ، فكان يدعى ابن محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وكان يحبه وسماه زيد الحب ..» (١)
فلان زيدا أملك بنفسه وأولى من أبيه حتى لو كان مؤمنا ، وهو مشرك! ولأن النبي اولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فولايته (صلى الله عليه وآله وسلم) عليه أولى من أبيه ، بل لا ولاية لأبيه المشرك عليه وهو مؤمن ، فما تعمد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) جناحا في هكذا تبنيّه ولا أخطأ لو كان تبنيا ولم يكن إلّا تشريفا!
__________________
(١) نور الثقلين ٤ : ٢٣٥ ح ١٠ تفسير القمي حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال في سبب نزول الآية كان سبب ذلك ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لما تزوج بخديجة بنت خويلد خرج الى سوق عكاظ في تجارة ورأى زيدا يباع ورءاه غلاما كيسا حصينا فاشتراه فلما نبّئ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) دعاه الى الإسلام فاسلم وكان يدعى زيد مولى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فلما بلغ حارثة بن شراحيل الكلبي خبر ولده زيد قدم مكة وكان رجلا جليلا فأتى أبا طالب فقال يا أبا طالب ان ابني وقع عليه السبي وبلغني انه صار الى ابن أخيك تسأله إما ان يبيعه واما ان يفاديه واما ان يعتقه فكلم ابو طالب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هو حرّ فليذهب حيث شاء فقام حارثة فأخذ بيد زيد فقال له : يا بني الحق بشر فك وحسبك فقال زيد : لست أفارق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما دمت حيا فغضب أبوه فقال : يا معشر قريش اشهدوا اني قد برئت منه وليس هو ابني فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : اشهدوا ان زيدا ابني ارثه ويرثني فكان زيد يدعى ابن محمد وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يحبه وسماه زيد الحب فلما هاجر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الى المدينة زوجه زينب بنت جحش ...
أقول : كان التورات بين المؤمنين والمهاجرين سنة مأمورا بها قبل نزول آيات الإرث تشجيعا للايمان ومنها الآية التالية (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ ...) وكان زيد مؤمنا مهاجرا فلم يكن هناك تبنّ وانما بنوة الحب وميراث الايمان والهجرة مهما تخيله الجماهير تبنيا كما كانوا يعملون!