غضب الله عذابه ، كذلك ايذاءه من موجبات عذابه.
وما أشنعه وأبشعه وهم يحاولون أذى ربهم وما هم ببالغيه ولو بشق الأنفس ، وانما ذلك تعبير يصور حساسية مرهفة بإيذاء الرسول ، وكأنما هو إيذاء لله ، كما وإجاعة المؤمن كأنها إجاعة الله ، أماذا من تعابير تصور فضاضة الفعل وهزازته في ميزان الله ، وكأنها واصلة الى الله! ثم ومن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) يستطرد الى المؤمنين :
(وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً)(٥٨).
قد يكتسب المؤمن ذنبا بحق الله او الخلق فيؤذى حدا او تعزيرا كما حدد في شرعة الله ، او يعتدى عليه كما اعتدى ، وأما أذاهم بغير ما اكتسبوا في براءة متأكدة ، ام جريمة غير ثابتة فإنها احتمال لحملين اثنين.
١ ـ (فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتاناً) حيث الأذى من مؤمن الى مؤمن تنادي في ظاهر الحال انه اكتسب إثما به يؤذى ، فرية عملية وبهتة فعليه.
٢ ـ (وَإِثْماً مُبِيناً) في اصل الإيذاء شكيمة له وتحسسا منه ، قد يخلّف ما لا تحمد عقباه ، وهكذا تكون الأذى قوليا بقالة السوء عنهم ، واشاعة التهم ضدهم ، ثم ويلاه الجمع بين قالة وفعلة مؤذية ، وكما افتعلوها باهل بيت الرسالة القدسية ومن نحى نحوهم من الكتلة الايمانية (١).
__________________
(١) نور الثقلين ٤ : ٣٠٦ ح ٢٤١ عن المفضل بن عمر قال قال ابو عبد الله (عليه السلام) إذا كان يوم القيامة نادى مناد اين الصدود لاوليائي فيقوم قوم ليس على ـ