الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ) (٢٢ : ٣٠) وختم القلب على الذين لا يعقلون : (وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ) (١٠ : ١٠٠) وكذلك كل اكلة تحوّل الإنسان الى حيوان ك ـ (لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ) (٦ : ١٤٥) وقبله الميتة والدم المسفوح لم يشملهما الرجس مع انهما من النجس ، وكالعذاب على الرجس فانه رجس على رجس : (قالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ (٧ : ٧١) كَذلِكَ يَجْعَلُ اللهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ)(٦ : ١٢٥)!
هذه جماع الآيات التي تضم الرجس كلها تعني الرجاسة المعنوية ، وهي هي التي ترجس الإنسان وتخرجه عن العقلية والايمان ورحمة الرحمان!
ولان مرض القلب وعمل الشيطان واتّباعه دركات يشملها الرجس ، فذهابه ايضا درجات يشملها اذهاب الرجس ، والجنس المحلى باللام يستأصل نفسه في نفيه.
إذا فجنس الرجس أيا كان بعيد عنهم وعن ساحتهم من رجس الفطرة والعقلية والفكرة والصدر والقلب والنية والعمل «وكل انسان يعمل على شاكلته» لا غبرة على أرواحهم ، وإنما نور على نور ، لا ينقصهم إلّا انهم مخلوقون ، ثم الفقر الى ربهم فخرهم.
كل قلب يتقلب الى غير الله إلا تذرعا أو تضرعا إلى الله ، فيه رجس قدر اتجاهه الى غير الله ، وكل اتجاه في أدقّ منحنيات الحياة ومتجهاتها الى غير الله رجس ، والمتدلي بالله دونما إبقاء لغير الله خارج عن كل رجس ، وهكذا : (يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ ..)!
أترى بعد ان اذهاب الرجس عنهم هو رفعه عن ساحتهم بعد كونه؟ ولا يذهب رجسا هكذا إلّا بتوبة ام اي تكفير يناسبه! وهذا يعم سائر اهل الرجس دون اختصاص! وهذا من فعل صاحب الرجس ان يذهب رجسه