الاولى ، فلو كان عطفا لكان «ولا تخرجن» في تبرج وسواه ، فانما نهين عن تبرج الجاهلية الاولى :
(وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى) احتشاما في خروجهن إذا لزم الأمر او رجح ، بتحجّب يناسب حرمة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والتبرج هو تكلف في الظهور كالبرج المظاهر لكل ناظر ، تكلفا في اظهار زينتهن الستيرة تحت ملابسهن ، وتكلّفا في تزيّن زائد على الذاتية النسائية فيهن ، في عطرة تجلب ، او مشية تجذب ، او صوتة تطمع ، او غنجة تثير ، امّا ذا من تظاهر نسائي يعطف إليهن انظار الرجال الأجانب (فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ)!
البيت ستر اوّل للنساء ، ثم إخفاء الزينة وكل جاذبية نسائية (إِلَّا ما ظَهَرَ) وتهدّر بطبيعة الحال دونما تبرج ،
«كانت عائشة إذا قرأت : (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ) بكت حتى تبل خمارها» (١) وهل كانت تبكيها وطأة الأمر الشاق؟ وليس قرار البيت إلّا راحة للمرأة واحتشاما! ام كانت تبكيها لأنها أضمرت خروجها يوم الجمل؟ نقلوها فانا لا ندري إلّا خروجها يوم الجمل تخلفا عن أمر ربها على إمامها! (٢).
__________________
(١) الدر المنثور ٥ : ١٩٦ ـ اخرج ابن أبي شيبة وابن سعد وعبد الله بن احمد في زوائد الزهد وابن المنذر عن مسروق قال : كانت عائشة ...
(٢) نور الثقلين ٤ : ٢٦٩ ح ٨٢ في بصائر الدرجات احمد بن محمد والحسن بن علي بن النعمان عن أبيه عن علي بن النعمان عن محمد بن سنان يرفعه قال : ان عائشة قالت : التمسوا لي رجلا شديد العداوة لهذا الرجل (تعني عليا (عليه السلام)) أبعثه اليه قال : فأتيت به فمثل بين يديها فرفعت اليه رأسها فقالت له : ما بلغ من عداوتك لهذا الرجل؟ فقال لها : كثيرا ما اتمنى على ربي انه وأصحابه في وسطي فضربت ضربة بالسيف فسبق السيف الدم ، قالت : فأنت له اذهب بكتابي هذا فادفعه ـ