ومن ثم «لذكري» تحمل احتمالات عدة تلائم ادب اللفظ وحدب المعنى :
فالذكر هنا بين دافع وغاية ، والاضافة في كلّ بين ما هي الى فاعل او مفعول ، واللام في «لذكرى» بين توقيت وتعليل ، والظرف بين تعلقه ب «فاعبدني» و «أقم» و «الصلاة».
ثم الذكر بين قال وحال وافعال ، تواصلا في ذلك المثلث البارع ، من ذكر اللسان وذكر الأفعال وذكر الأحوال ، فطرية وعقلية ، وفكرية وصدرية وقلبية ، ولبية ، وفؤادية ، حتى يصبح المصلي كله ذكرا لله كما كله عبد وعبادة لله.
فدافع الذكر للصلاة هو باضافة المصدر الى فاعله : لذكري إياك ، فكما اني أذكركم في عطيات دائبة فأقيموا الصلاة ذكرا لي كما أذكركم ، ذكرا بذكر واين ذكر من ذكر.
ودافع ثان ان ذكري مفطور في فطركم وعقولكم فأقيموا الصلاة بدافع ذكري الفطري ، حيث فطرتكم بتوحيدي ، حتى وان لم آمركم بها ، حيث الأحكام الفطرية ليست بحاجة الى أوامر منفصلة ، اللهم الا ان تكون لها ذكرى ، وكذلك سائر ذكري في الآفاق وفي أنفسكم ، من وحي العقل ووحي الرسالات ووحي الكائنات ان لا اله الا انا فاعبدني حيث الكائنات برمتها هي ذكر لله بما قرره الله!.
ثم وغاية الذكر بالصلاة هي باضافة المصدر الى مفعوله ، أقم الصلاة لذكرك اياي ، لتذكرني بها فانها خير ذكر قالا وحالا وافعالا ، والى فاعله لغاية ذكري إياك في أولاك وأخراك ، وهذه كلها في وجه التعليل المستفاد من اللام ، دافعية ام غائية.
ومن ثم «لذكري» توقيتا ، (أَقِمِ الصَّلاةَ) حين تذكرني ، لا حين