وترى كيف «لا يفترون» عن تسبيحهم ولهم اقوال واعمال دون ذلك ، فإنهم رسل (جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً) برسالات تكوينية وتشريعية عدة؟.
علّه لان لهم مقام جمع الجمع كما لسائر الرسل بما جمع الله لهم الشتات ، وان رسالاتهم كلها تسبيحات لله قالا وحالا وافعالا ، فليس «يسبحون» تختص بالقول فقط ، بل هو ادنى درجاته ، حاكيا عن حالهم وفعالهم ، فالمسبّح بهما دون قال مسبح لله ، والمسبح بالقال دونهما غير مسبح لله ، والجمع بين الثلاث أجمل وأكمل ، أن يحلّق تسبيح الله كل كيان الكائن فيصبح بكله تسبيحا لله.
وليس فقط «يسبحون» الله تنزيها في لفظة قول وحال وعمل ، بل ويسبحونه عن ان تليق تسبيحاتهم لساحة قدسه معرفة وعبودية وكما يروى عن أفضلهم وأعلاهم الرسول محمد (صلّى الله عليه وآله وسلم): «ما عرفناك حق معرفتك وما عبدناك حق عبادتك» معترفين بالتقصير القاصر عن بلوغ تسبيحه!.
اتخذوا آلهة هم يخلقون ويدبرون أمورهم فيعبدون؟ :
(أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ) ٢١.
الإنشاء هو الإحياء بعد الموت ، كما هو إحياء بدائي لا عن موت ، و «من الأرض» كما تتعلق ب «ينشرون» احياء منها كما خلقوا منها ، كذلك تتعلق بمقدّر ككائن : آلهة كائنة من الأرض ، هم أنفسهم منها ومنها ينشرون الأموات ، وتعلق ثالث ب «اتخذوا» و «آلهة» في هذا التعلق هي الأصنام والأوثان ، فمن ذا الذي ينشرهم أنفسهم ، وحين لا يقدرون على نشر أنفسهم فكيف ينشرون سواهم.