المؤمنين علي (عليه السلام): «وناداها بعد إذ هي دخان فالتحمت عرى اشراجها وفتق بعد الارتتاق صوامت أبوابها» ـ «وكان من اقتدار جبروته وبديع لطائف صنعه ان جعل من البحر الزاخر المتراكم المتقاصف يبسا جامدا ثم فطر منه اطباقا ففتقها سبع سماوات بعد ارتتاقها»
كما «وكانتا مرتوقتين ليس بينهما أبواب ولم يكن للأرض أبواب وهو النبت ولم تمطر السماء عليها فتنبت ففتق السماء بالمطر وفتق الأرض بالنبات» (١).
وليس الحصر في بعضها بالفتقة الاخيرة إلا نسبيا لاستنكار الفتقة المختلقة ، بإثبات ما يصدقها ذيل الآية (وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ).
إذا ف (كانَتا رَتْقاً) تحلّق على كل فتق بعد رتق السماء والسماوات
__________________
(١) نور الثقلين ٣ : ٤٢٥ في تفسير القمي في سؤال الأبرش أبا عبد الله (عليه السلام) عن هذه الآية «فما كان رتقهما وما كان فتقهما؟ فقال (عليه السلام) يا ابرش هو كما وصف نفسه كان عرشه على الماء .. فلما أراد الله ان يخلق الأرض امر الرياح فضربت الماء حتى صار موجا ثم ازبد فصار زبدا واحدا ... فلما أراد ان يخلق السماء امر الرياح فضربت البحور حتى أزبدتها فخرج من ذلك الموج والزبد من وسطه دخان ساطع من غير نار فخلق منه السماء وجعل فيها البروج والنجوم ومنازل الشمس والقمر وأجراها في الفلك وكانت السماء خضراء على لون الماء الأخضر وكانت الأرض غبراء على لون الماء العذب وكانتا مرتوقتين ليس بينهما أبواب ولم يكن للأرض أبواب وهو النبت ولم تمطر السماء عليها فتنبت ففتق السماء بالمطر وفتق الأرض بالنبات وذلك قوله (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما) فقال الأبرش : والله ما حدثني بمثل هذا الحديث احد قط أعده علي فأعاد عليه وكان الأبرش ملحدا فقال : وانا اشهد انك ابن نبي ثلاث مرات.