(لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى) ليكون احرص لموسى على الذهاب» (١) ام وباحرى انه تذكر وخشي ولكن متى؟ عند رؤية البأس ، حين لا تنفعه الخشية والذكرى (٢).
__________________
(١) نور الثقلين ٣ : ٣٨٠ في علل الشرايع بسند متصل عن محمد بن أبي عمير قال قلت لموسى بن جعفر (عليهما السلام) اخبرني عن قول الله عز وجل لموسى (اذْهَبا إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى) فقال : اما قوله فقولا له قولا لينا اي كنّياه وقولا له يا أبا مصعب وكان كنيته فرعون أبا مصعب الوليد بن مصعب ، اما قوله (لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى) فانما قال ليكون احرص لموسى على الذهاب وقد علم الله عز وجل ان فرعون لا يتذكر ولا يخشى الا عند رؤية البأس الا تسمع الله عز وجل يقول : (حَتَّى إِذا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ) فلم يقبل الله ايمانه وقال : (آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ).
وفيه عن تفسير القمي عن عدي بن حاتم وكان مع امير المؤمنين (عليه السلام) في بعض حروبه ان عليا (عليه السلام) قال ليلة الهرير بصفين حين التقى مع معاوية رافعا صوته يسمع أصحابه : لأقتلن معاوية وأصحابه ثم قال في آخر قوله : ان شاء الله ـ يخفض به صوته وكنت منه قريبا فقلت يا امير المؤمنين انك حلفت على ما قلت ثم استثنيت فما أردت بذلك؟ فقال : ان الحرب خدعة وانا عند اصحابي صدوق فأردت ان أطمع اصحابي في قولي كيلا يفشلوا ولا يفروا فافهم فانك تنفع بهذا بعد اليوم ان شاء الله تعالى ، وعن الكافي مثله وفيه بعد ان شاء الله تعالى : واعلم ان الله جل ثناءه قال لموسى (عليه السلام) حين أرسله الى فرعون (فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى) وقد علم أنه يتذكر ولا يخشى ولكن ليكون ذلك احرص لموسى (عليه السلام) على الذهاب.
(٢) البحار ١٣ : ١٣٥ عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث له طويل حول القصة قال له سفيان قلت يا ابن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) هل يجوز ان يطمع الله عز وجل عباده في ما لا يكون؟ قال : لا فقلت : فكيف قال الله عز وجل لموسى وهارون (لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى) وقد علم ان فرعون لا يتذكر ولا يخشى؟ فقال : ان فرعون قد تذكر وخشي ولكن عند رؤية البأس حيث لم ينفعه الايمان.