ولكتاب «السماع الطبيعى لارسطو» شأن كبير عند مفكرى الإسلام ، ويظهر أنهم عرفوه لأول مرة عن طرق السريان ، وفى تسميته ما يؤذن بذلك ، والأصل السريانى هو «شمعا كيانا». ولم يقنع العرب بالترجمة عن السريانية ، بل حرصوا على أن يحصلوا على الأصل اليونانى. وأسهم فى ترجمته بعض كبار المترجمين ، وعلى رأسهم حنين بن إسحاق. ولم يقفوا عند النص الأرسطي ، بل بحثوا عن شروحه ، وبخاصة ما توفر من شروح الإسكندر الأفروديسى ، وفورفوريوس ، وثامسطيوس ، ويحيى النحوي. وأقبل عليه المترجمون قبل أن يعنى به فلاسفة الإسلام وفى مقدمتهم أبو بشر متى بن يونس. وبقى عمدة البحث الطبيعى فى الإسلام ، ولم يخرج عليه إلا من قالوا بالجوهر الفرد والجزء الذي لا يتجزأ.
وأرى لزاما على فى نهاية المطاف أن أنوه بصبر محققنا وجلده ، فقد تابع السير معنا منذ البداية وإلى اليوم ، وله فى إخراج «كتاب الشفاء» شأن يذكر وعسى أن تتاح له فرصة فى إعادة طبعه.
إبراهيم مدكور