خيالات لا حقيقة لها والقمّيّ يعني يناظرون بالأباطيل ويجادلون بالحجج المضلّين وفي كلّ مذهب يذهبون يعني بهم المغيّرين دين الله.
(٢٢٦) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ ما لا يَفْعَلُونَ قال يعظون الناس ولا يتّعظون وينهون عن المنكر ولا ينتهون ويأمرون بالمعروف ولا يعلمون قال وهم الذين غصبوا آل محمّد صلوات الله عليهم حقّهم.
(٢٢٧) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَذَكَرُوا اللهَ كَثِيراً وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا قيل هو استثناء للشّعراء المؤمنين الصالحين الذين يكثرون ذكر الله ويكون أكثر أشعارهم في التوحيد والثناء على الله تعالى والحث على طاعته ولو قالوا هجواً أرادوا به الانتصار ممّن هجاهم من الكفّار ومكافاة هجاة المسلمين كحسّان بن ثابت وكعب بن مالك وكعب بن زبير.
والقمّيّ ثمّ ذكر آل محمّد صلوات الله عليهم وشيعتهم المهتدين فقال إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا الآية.
أقولُ : يمكن التوفيق بين التفسيرين بإرادة كلا المعنيين فانّ حجج المبطلين من أهل الجدل أيضاً أكثرها خيالات شعريّة لا حقيقة لها وتمويهات لا طائل تحتها كأقاويل الشعراء وكلا الفريقين سيّان في أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ ما لا يَفْعَلُونَ الّا انّ ذكر اتّباع الغاوين انّما هو بالنظر إلى من له رياسة في الإضلال من اهل المذاهب الباطلة وإنكار أحد المعنيين
في الحديث : يرجع إلى إنكار الحصر فيه ثم ليس المراد بالشعر المذموم الكلام المنظوم باعتبار نظمه كيف وانّ من الشعر لحكمة يعني من المنظوم وانّ منه لموعظة وانّ منه لثناء على الله وعلى أوليائه بل باعتبار التّشبيب بالحرام وتمزيق الاعراض ومدح من لا يستحقّ ونحو ذلك.
وفي العيون عن الصادق عليه السلام قال : من قال فينا بيت شعر بنى الله بيتاً في الجنّة وقال ما قال فينا قائل شعراً حتّى يؤيّد بروح القدس.