كنتم تستترون النّاس عند ارتكاب الفواحش مخافة الفضاحة وما ظننتم انّ أعضاءكم تشهد عليكم فما استترتم عليها وقيل بل معناه وما كنتم تتركون المعاصي حذراً ان يشهد عليكم جوارحكم بها لأنّكم ما تظنّون ذلك وَلكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللهَ لا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ لجهلكم بالله فهان عليكم ارتكاب المعاصي لذلك.
(٢٣) وَذلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْداكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخاسِرِينَ إذ صار ما منحوا للاستسعاد به في الدارين سبباً لشقاء المنزلين.
القمّيّ عن الصادق عليه السلام قال قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : انّ آخر عبد يؤمر به إلى النار فإذا أمر به التفت فيقول الجبّار جلّ جلاله ردّوه فيردّونه فيقول له لم التفت إليّ فيقول يا ربّ لم يكن ظنّي بك هذا فيقول وما كان ظنّك بي فيقول يا ربّ كان ظنّي بك ان تغفر لي خطيئتي وتسكنني جنّتك قال فيقول الجبّار يا ملائكتي لا وعزّتي وجلالي وآلائي وعُلوّي وارتفاع مكاني ما ظنّ بي عبدي هذا ساعة من خير قطّ ولو ظنّ بي ساعة من خير ما روّعته بالنار أجيزوا له كذبه وأدخلوه الجنّة ثمّ قال رسول الله صلّى الله عليه وآله ليس من عبد يظنّ بالله عزّ وجلّ خيراً الّا كان عند ظنّه به وذلك قوله عزّ وجلّ وَذلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْداكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخاسِرِينَ.
(٢٤) فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ لا خلاص لهم عنها وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا يسئلوا العتبى وهي الرجوع الى ما يحبّون فَما هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ أي لا يجابوا إلى ذلك ونظيره قوله تعالى حكاية أَجَزِعْنا أَمْ صَبَرْنا ما لَنا مِنْ مَحِيصٍ.
(٢٥) وَقَيَّضْنا وقدّرنا لَهُمْ قُرَناءَ القمّيّ يعني الشياطين من الجنّ والإنس فَزَيَّنُوا لَهُمْ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ من أمر الدنيا واتّباع الشهوات وَما خَلْفَهُمْ من امر الآخرة وإنكاره وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ أي كلمة العذاب فِي أُمَمٍ في جملة امم قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وقد عملوا مثل أعمالهم إِنَّهُمْ كانُوا خاسِرِينَ.
(٢٦) وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ وعارضوه بالخرافات القمّيّ وصيّروه سخريّة ولغواً لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ تغلبونه على قراءته.