في التوحيد عن أمير المؤمنين عليه السلام في خطبة له لما شبّهه العادلون بالخلق المبعّض المحدود في صفاته ذي الأقطار والنواحي المختلفة في طبقاته وكان عزّ وجلّ الموجود بنفسه لا بأداته انتفى أن يكون قدروه حَقَّ قَدْرِهِ فقال تنزيهاً بنفسه عن مشاركة الأنداد وارتفاعها عن قياس المقدّرين له بالحدود من كفرة العباد وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ الآية فما دلّك القرآن عليه من صفته فاتّبعه ليتوسّل بينك وبين معرفته وأتمّ به واستضيء بنور هدايته فانّها نعمة وحكمة أوتيتها فخذ ما اوتيت وكن من الشاكرين وما دلّك الشيطان عليه ممّا ليس في القرآن عليك فرضه ولا في سنّة الرسول وأئمّة الهدى عليهم السلام اثره فكل علمه إلى الله عزّ وجلّ فانّ ذلك منتهى حقّ الله عليك.
وعن الباقر عليه السلام : انّ الله لا يوصف وكيف يوصف وقد قال في كتابه وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ فلا يوصف بقدر الّا كان أعظم من ذلك.
والقمّيّ قال نزلت في الخوارج وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ تنبيه على عظمته وحقارة المخلوقات العظام الّتي تتحيّر فيها الأوهام بالإضافة الى قدرته ودلالته على أنّ تخريب العالم أهون شيء عليه كذا قيل والقبضة المرّة من القبض أطلقت بمعنى القبضة وهي المقدار المقبوض بالكفّ.
في التوحيد عن الصادق عليه السلام : قَبْضَتُهُ يعني ملكه لا يملكها معه أحد قال اليمين واليد القدرة والقوّة مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ يعني بقوّته وقدرته سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ.
(٦٨) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ يعني المرّة الأولى فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ خرّوا ميّتين إِلَّا مَنْ شاءَ اللهُ.
في المجمع روي مرفوعاً : هم جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت.
وفي رواية : انّ النبيّ صلّى الله عليه وآله سأل جبرئيل عن هذه الآية من ذَا الَّذِي لَمْ يَشَأ الله ان يصعقهم قال هم الشّهداء متقلّدون أسيافهم حول العرش ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى نفخة أخرى فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ قائمون من قبورهم يقلّبون أبصارهم في الجواب.