انصافهم من برد وانصافهم من نار يقولون يا مؤلّفاً بين البرد والنار ثبّت قلوبنا على طاعتك وقال إنّ لله ملكاً بعُد ما بين شحمة أذنه إلى عينه مسيرة خمسمائة عام بخفقان (١) الطير وقال إنّ الملائكة لا يأكلون ولا يشربون ولا ينكحون وانّما يعيشون بنسيم العرش وانّ لله عزّ وجلّ ملائكة ركّعاً إلى يوم القيامة وانّ لله عزّ وجلّ ملائكة سُجَّداً إلى يوم القيامة ثمّ قال أبو عبد الله عليه السلام قال رسول الله صلّى الله عليه وآله ما من شيء ممّا خلق الله عزّ وجلّ أكثر من الملائكة وانّه ليهبط في كل يوم أو في كلّ ليلة سبعون ألف ملك فيأتون البيت الحرام فيطوفون به ثمّ يأتون رسول الله صلّى الله عليه وآله ثمّ يأتون أمير المؤمنين عليه السلام فيسلّمون عليه ثمّ يأتون الحسين عليه السلام فيقيمون عنده فإذا كان عند السحر وضع لهم معراج إلى السماء ثمّ لا يعودون أبداً.
وقال أبو جعفر عليه السلام : انّ الله عزّ وجلّ خلق إسرافيل وجبرائيل وميكائيل من تسبيحة واحدة وجعل لهم السمع والبصر وجودة العقل وسرعة الفهم وقال أمير المؤمنين عليه السلام في خلقة الملائكة وملائكة خلقتهم وأسكنتهم سماواتك فليس فيهم فترة ولا عندهم غفلة ولا فيهم معصية هم أعلم خلقك بك وأخوف خلقك لك وأقرب خلقك منك وأعملهم بطاعتك لا يغشيهم نوم العيون ولا سهو العقول ولا فترة الأبدان لم يسكنوا الأصلاب ولم يضمّهم الأرحام ولم تخلقهم من ماء مهين انشأتهم إنشاء فأسكنتهم سمواتك وأكرمتهم بجوارك وائتمنتهم على وحيك وجنّبتهم الآفات ووقيتهم البليّات وطهّرتهم من الذنوب ولو لا قوّتك لم يقووا ولو لا تثبيتك لم يثبتوا ولو لا رحمتك لم يطيعوا ولو لا أنت لم يكونوا اما انّهم على مكانتهم منك وطاعتهم ايّاك ومنزلتهم عندك وقلّة غفلتهم عن أمرك لو عاينوا ما خفي عنهم منك لاحتقروا أعمالهم وَلَأَزرؤا على أنفسهم ولعلموا انّهم لم يعبدوك حقّ عبادتك سبحانك خالقاً ومعبوداً ما أحسن بلاءك عند خلقك.
وفي التوحيد عن أمير المؤمنين عليه السلام : انّه سئل عن قدرة الله عزّ وجلّ فقام خطيباً فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال إنّ لله تبارك وتعالى ملائكة لو أنّ ملكاً منهم هبط
__________________
(١) خفق الطائر أي طار واخفق إذا ضرب بجناحيه