وقال جئتني لتسلبني روحي قال لا ولكن اتخذ الله عبداً خليلاً فجئت لبشارته قال فمن هو لعلي اخدمه حتّى أموت قال أنت هو فدخل على سارة فقال لها ان الله تعالى اتخذني خليلاً.
وفي الكافي عن الصادق عليه السلام : إن إبراهيم كان أبا أضياف وكان إذا لم يكونوا عنده خرج يطلبهم وأغلق بابه وأخذ المفاتيح يطلب الأضياف وأنّه رجع إلى داره فإذا هو برجل أو شبه رجل في الدار فقال يا عبد الله بإذن من دخلت هذه الدار فقال دخلتها بإذن ربها يردد ذلك ثلاث مرّات فعرف إبراهيم عليه السلام أنّه جبرئيل فحمد ربّه ثمّ قال أرسلني ربك إلى عبد من عبيده يتخذه خليلاً قال إبراهيم عليه السلام اعلمني من هو أخدمه حتّى أموت قال فأنت قال وبم ذلك قال لأنك لم تسأل أحداً شيئاً قط ولم تُسأل شيئاً قط فقلت لا.
والقمّيّ عنه عليه السلام : ان إبراهيم عليه السلام هو أول من حول له الرمل دقيقاً وذلك أنّه قصد صديقاً له بمصر في قرض طعام فلم يجده في منزله فكره أن يرجع بالحمار خالياً فملأ جرابه رملاً فلما دخل منزله خلا بين الحمار وبين سارة استحياءً ودخل البيت ونام ففتحت سارة عن دقيق أجود ما يكون فخبزت وقدمت إليه طعاماً طيباً فقال إبراهيم عليه السلام من أين لك هذا فقالت من الدقيق الذي حملته من عند خليلك المصري فقال إبراهيم اما إنّه خليلي وليس بمصري فلذلك أعطى الخلة فشكره وحمده وأكل.
وفي الاحتجاج عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم في حديث : قولنا إن إبراهيم عليه السلام خليل الله فإنما هو مشتق من الخلة (١) والخلة انما معناها الفقر والفاقة فقد كان خليلاً إلى ربّه فقيراً إليه منقطعاً وعن غيره متعففاً معرضاً مستغنياً وذلك أنّه لما أُريد قذفه في النار فرمي به في المنجنيق فبعث الله إلى جبرئيل فقال له أدرك عبدي فجاءه فلقيه في الهواء فقال كلفني ما بدا لك فقد بعثني الله لنصرتك فقال بل حسبي الله ونعم الوكيل اني لا أسأل غيره ولا حاجة لي إلّا إليه فسماه خليله أي فقيره
__________________
(١) الخلة : الحاجة والفقر والخصاصة (ق)