القمّيّ : أن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم لما رجع من وقعة أُحد ودخل المدينة نزل عليه جبرئيل فقال يا محمّد ان الله يأمرك أن تخرج في أثر القوم ولا يخرج معك إلّا من به جراحة فأمر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم منادياً ينادي يا معشر المهاجرين والأنصار من كانت به جراحة فليخرج ومن لم يكن به جراحة فليقم فاقبلوا يضمدون جراحاتهم ويداوونهم فأنزل الله على نبيه وَلا تَهِنُوا (الآية) وقال عزّ وجلّ إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ إلى قوله شُهَداءَ فخرجوا على ما بهم من الألم والجراح.
(١٠٥) إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ اللهُ بما عرفك وأوحى به إليك.
في الكافي عن الصادق عليه السلام : والله ما فوض الله إلى أحد من خلقه إلا إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم إلى الأئمة قال الله عزّ وجلّ إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ اللهُ وهي جارية في الأوصياء.
وفي الاحتجاج عنه عليه السلام : إنّه قال لأبي حنيفة وتزعم أنك صاحب رأي وكان الرأي من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم صواباً ومن دونه خطأ لأن الله قال فاحكم بينهم بِما أَراكَ اللهُ ولم يقل ذلك لغيره وَلا تَكُنْ لِلْخائِنِينَ لأجلهم والذب عنهم خَصِيماً للبراء.
(١٠٦) وَاسْتَغْفِرِ اللهَ مما هممت به إِنَّ اللهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً لمن يستغفره.
القمّيّ : كان سبب نزولها أن قوماً من الأنصار من بني أبيرق اخوة ثلاثة كانوا منافقين بشير ومبشر وبشر فنقبوا على عم قتادة بن النعمان وكان قتادة بدرياً واخرجوا طعاماً كان أعده لعياله وسيفاً ودرعاً فشكا قتادة ذلك إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم فقال يا رسول الله ان قوماً نقبوا على عمي وأخذوا طعاماً كان أعده لعياله وسيفاً ودرعاً وهم أهل بيت سوء وكان معهم في الرأي رجل مؤمن يقال له لبيد بن سهل فقال بنو أبيرق لقتادة هذا عمل لبيد بن سهل فبلغ ذلك لبيداً فأخذ سيفه وخرج عليهم فقال يا بني أبيرق أترمونني بالسرق وأنتم أولى به مني وأنتم المنافقون تهجون رسول الله