العيّاشيّ عن الصادق عليه السلام : هو الضيق أَنْ يُقاتِلُوكُمْ أَوْ يُقاتِلُوا قَوْمَهُمْ.
في الكافي عن الصادق عليه السلام : نزلت في بني مدلج جاؤوا إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم فقالوا انا قد حصرت صدورنا أن نشهد أنك رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم فلسنا معك ولا مع قومنا عليك فواعدهم إلى أن يفرغ من العرب ثمّ يدعوهم فإن أجابوا والا قاتلهم.
القمّيّ في قوله عزّ وجلّ وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَما كَفَرُوا إلى آخر الآية : نزلت في أشجع (١) وبني ضمرة (٢) وكان خبرهم أنّه لما خرج رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم إلى بدر لموعد مر قريباً من بلادهم وقد كان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم صادر (٣) بني ضمرة ووادعهم (٤) قبل ذلك فقال أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم يا رسول الله هذا بنو ضمرة قريباً منا ونخاف أن يخالفونا إلى المدينة أو يعينوا علينا قريشاً فلو بدأنا بهم فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم كلا إنهم أبر العرب بالوالدين وأوصلهم للرحم وأوفاهم بالعهد وكان أشجع بلادهم قريباً من بلاد بني ضمرة وهم بطن من كنانة وكانت أشجع بينهم وبين بني ضمرة حلف بالمراعاة والأمان فأجدبت بلاد أشجع وأخصبت بني ضمرة فصارت أشجع إلى بلاد بني ضمرة فلما بلغ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم مسيرهم إلى بني ضمرة تهيأ للمصير إلى أشجع فيغزوهم للموادعة التي كانت بينه وبين بني ضمرة فأنزل الله وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَما كَفَرُوا الآية. ثم استثنى بأشجع فقال إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقاتِلُوكُمْ أَوْ يُقاتِلُوا قَوْمَهُمْ الآية. وكانت أشجع محالها البيضاء والحل والمستباح وقد كانوا قربوا من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم فهابوا لقربهم من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم أن يبعث إليهم من يغزوهم وكان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم قد خافهم أن يصيبوا من أطرافه شيئاً فهم بالمسير إليهم فبينا هو على ذلك إذ جاءت أشجع ورئيسها مسعود بن رحيلة وهم
__________________
(١) أشجع بن ريث بن غطفان أبو قبيلة (ق)
(٢) بنو ضمرة رهط عمرو بن أميّة الضمري (ق)
(٣) صادره على كذا : طالبه به (ق)
(٤) وادعهم : صالحهم وتوادعا تصالحا (ق)