موضعه في التوراة ووضعوا مكانه أدم طوال (١) وَيَقُولُونَ سَمِعْنا قولك وَعَصَيْنا أمرك وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ يعنون اسمع منا ندعو عليك بلا سمعت أو اسمع غير مجاب إلى ما تدعو إليه وَراعِنا انظرنا نكلمك أو نفهم كلامك يعنون به السب فان راعنا سب في لغتهم لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ فتلاً بها وصرفاً للكلام إلى ما يشبه السب حيث وضعوا راعنا المشابه لما يتسابون به موضع انظرنا وراقبنا وغير مسمع موضع لا أسمعت مكروهاً أو فتلاً بها وضمّاً ما يظهرون من الدعاء والتوقير إلى ما يضمرونه من الشتم والتحقير نفاقاً وَطَعْناً فِي الدِّينِ استهزاء به وسخرية وَلَوْ أَنَّهُمْ قالُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنا لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَقْوَمَ واعدل وأسد وَلكِنْ لَعَنَهُمُ اللهُ خذلهم وأبعدهم عن الهدى بِكُفْرِهِمْ بسبب كفرهم فَلا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلاً إلا ايماناً قليلاً لا يعبأ به وهو الايمان ببعض الآيات والرسل وايماناً ضعيفاً لا إخلاص فيه أو الا قليلاً منهم.
(٤٧) يا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ آمِنُوا بِما نَزَّلْنا مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّها عَلى أَدْبارِها.
في المجمع عن الباقر عليه السلام : ان المعنى نطمسها عن الهدى فنردها على ادبارها في ضلالتها بحيث لا يفلح أبداً. والطمس (٢) إزالة الصورة ومحو التخطيط أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَما لَعَنَّا أَصْحابَ السَّبْتِ أو نخزيهم بالمسخ كما أخزيناهم به وَكانَ أَمْرُ اللهِ مَفْعُولاً فيقع لا محالة ما أوعدتم به إن لم تؤمنوا.
(٤٨) إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ لأنّه حكم على خلود عذابه من جهة أن ذنبه لا ينمحي عنه أثره فلا يستعد للعفو الا أن يتوب ويرجع إلى التوحيد فان باب التوبة مفتوح أبداً (وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ ما دون الشرك صغيراً كان أو كبيراً لِمَنْ يَشاءُ تفضلاً عليه وإحساناً.
في الكافي عن الصادق عليه السلام : في هذه الآية قال الكبائر فما سواها.
وفيه وفي الفقيه : أنّه سئل هل تدخل الكبائر في مشية الله قال نعم ذاك إليه عز
__________________
(١) الطوال بالضم الطويل (منه ره)
(٢) في الحديث : لا صورة ولا تخطيط ولا تحديد وفيه : أن قوماً يصنعون الله بالصورة والتخطيط أي انه ذو أضلاع (م)