فتعمدوا تراباً طاهراً.
وفي المعاني عن الصادق عليه السلام : الصعيد الموضع المرتفع والطيب الموضع الذي ينحدر عنه الماء ، وقيل الصعيد وجه الأرض تراباً كان أو غيره فيجوز التيمم على الحجر الصلد ويدفعه من القرآن قوله سبحانه في سورة المائدة فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ أي من بعضه وجعل من لابتداء الغاية تعسف إذ لم يفهم من مثله الا التبعيض وقد ورد في بعض الأخبار تفسيره به كما يأتي في محله ومن الحديث قوله صلّى الله عليه وآله وسلم في معرض التسهيل والتخفيف وبيان امتنان الله سبحانه عليه وعلى هذه الأمة المرحومة في احدى الروايتين : جعلت لي الأرض مسجداً وترابها طهوراً. فلو كان مطلق الأرض طهوراً لكان ذكر التراب مخلاً بانطباق الكلام على الغرض المسوق له وكان مقتضى الحال أن يقول : جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً كما في الرواية الأخرى فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ.
في الكافي عن الباقر عليه السلام : في آية التيمم التي في المائدة فلما وضع الوضوء ان لم يجدوا الماء أثبت بعض الغسل مسحاً لأنّه قال بِوُجُوهِكُمْ ثم وصل بها وَأَيْدِيكُمْ.
أقول : نبه بذلك على عدم وجوب استيعاب الوجه واليدين بالمسح كما تفعله العامّة وان الباء فيه للتبعيض ويأتي تمام الحديث إن شاء الله.
وعنه عليه السلام في صفة التيمم : أنّه وضع كفيه على الأرض ثمّ مسح وجهه وكفيه ولم يمسح الذراعين بشيء.
وعن الصادق عليه السلام : أنه وصف التيمم فضرب بيديه على الأرض ثمّ رفعهما فنفضهما (١) ثم مسح على جبينه وكفيه مرة واحدة. وفي رواية : ثم مسح كفيه إحداهما على ظهر الأخرى.
وعن الرضا عليه السلام : التيمم ضربة للوجه وضربة للكفين.
__________________
(١) نفضت الثوب والشجر أنفضه نفضاً إذا حركته لينتفض (صحاح)